وكسر أبوه ثنية النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأكلت أُمّه كبد حمزة.
ومن قتل حُجراً وأصحابه بعد أن أعطاهم العهود والمواثيق ، وقتل عمرو بن الجموح (١) حامل راية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي أبلت العبادة وجهه ، بغير جرم ؛ إلا خوف أن ينكروا عليه منكراً ، وغير ذلك (٢).
وأمّا عائشة : فهي التي خرجت إلى قتال عليّ عليهالسلام ومن معه من الأنصار والمهاجرين بعد أن بايعه المسلمون ، وخالفت الله تعالى في قوله (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) (٣) فخالفت أمر الله ، وهتكت حجاب رسول الله ، وتبرّجت في جيش عظيم ، واعتلّت بدم عثمان ، وليست هي وليّة الدم ، ولا لها حكم الخلافة ، مع أنّها من ؛ (٤) أكبر المؤلّبين على قتل عثمان ، وكانت تقول : اقتلوا نعثلاً قتله الله (٥) ولمّا بلغها قتله فرحت بذلك.
فلمّا بايعوا عليّاً عليهالسلام أسندت القتل إليه ، وقامت تطالب بدمه ، لبغضها عليّاً عليهالسلام ، وتبعها على ذلك ما يزيد على ستّة عشر ألفاً ، حتّى قتل الأنصار والمهاجرين ، وقد قال الله تبارك وتعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ) (٦).
وقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من أعان على قتل مؤمن ولو بشطر كلمة لقي الله يوم القيامة مكتوباً على وجهه أيس من رحمة الله» (٧). وهذا نصّ في الشمول لكاتب الوحي ، وأُمّ المؤمنين.
__________________
(١) والظاهر أنّه تصحيف من عمرو بن الحمق لأنّ عمرو بن الجموح استشهد يوم أحد. راجع أسد الغابة ٤ : ٩٣ ، ١٠٠ ، ١٠١.
(٢) البداية والنهاية ٨ : ٥٢ ، الكامل في التاريخ ٣ : ٣٣٤ ، تاريخ الطبري ٣ : ٢٢٠ ، ٢٢١ ، مروج الذهب ٣ : ١٢.
(٣) الأحزاب : ٣٣.
(٤) «من» ليست في «ح».
(٥) النهاية لابن الأثير ٥ : ٨٠.
(٦) النساء : ٩٣.
(٧) التاج الجامع للأُصول ٥ : ٣١١ ، سنن ابن ماجة ٢ : ٨٧٤ ح ٢٦٢٠ ، سنن البيهقي ٨ : ٢٢ ، الجامع الصغير ٢ : ٥٧٤ ح ٨٤٧١ ، الفقيه ٤ : ٦٨ ح ٢٠١.