عليّ (١) ، وغير ذلك (٢).
وما كفاهم فعلهم بذرّيّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى جعلوا بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مقبرة لأبي بكر وعمر وهما أجنبيّان ، فإن كان البيت ميراثاً ، وجب استئذان كلّ الورثة ، وإن كان صدقة ، وجب استئذان المسلمين جميعهم ، وإن كان ملك عائشة كذّبها أنّها لم يكن لها ولأبيها في المدينة دار.
وقد روى في الجمع بين الصحيحين أنّ النبيّ قال ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنّة (٣). وروى الطبري أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال إذا غسّلتموني وكفّنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري (٤). ولم يقل في الموضعين وغيرهما «بيت عائشة» ، وغير ذلك ممّا ذكر لهم (٥).
فبالله عليك تأمّل في الحالين ، واستعمل جادّة الإنصاف في البين ، والله الهادي إلى الصواب (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ ، وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (٦). وصن نفسك عن متابعة الهوى ، وموافقة الأُمّهات والإباء.
وَ خَيّل النبيّ كأنّه قبض الان ، وكأنّ قد قامت تلك الغوغاء التي صدرت في ذلك الزمان ، وأحضِر أحوال القوم بين يديك ، وتوجّه لإبصارها بكلتا عينيك ، وتَفَكّر في الفروع والأتباع ؛ لِتَعلم حال الأُصول وينقطع النزاع.
لعلّ البصرة تذكّرك ، وَجَمَلها يُنذرك ، وصفّين تصفيك ، ووقعة كربلاء تكفيك ، واختلاف ذات البين وحصول الشقاق في الجانبين أبين شاهد على أنّ الحقّ في جانب
__________________
(١) ربيع الأبرار ١ : ٨٢٠ ، وأُنظر مناقب الإمام أمير المؤمنين لابن سليمان ٢ : ١٩٤ ح ٦٦٦.
(٢) حلية الأولياء ٢ : ٤٨ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١١٩.
(٣) صحيح البخاري ٣ : ٢٩ ، كتاب الحج باب حرم المدينة ، اللؤلؤ والمرجان ٢ : ٨٦ ح ٨٧٨ ، سنن النسائي ٢ : ٣٥ ، سنن البيهقي ٥ : ٢٤٧ ، مسند أحمد ٢ : ٢٣٦ ، ٢٧٦ ، وج ٣ : ٤.
(٤) تاريخ الطبري ٢ : ٢٢٨.
(٥) مسند أحمد ١ : ٤٨ ، صحيح البخاري ٦ : ١٩٥ كتاب التفسير ، سنن البيهقي ٧ : ٣٥٣ ، تذكرة الخواص : ٦٦.
(٦) الحج : ٤٦.