البحث الحادي والثلاثون
في أنّ لزوم العمل بالقران في الجملة وفهم معانيه كذلك يكاد أن يلحق بالضروريات وبالمتواترات معنىً ؛ فإنّ من تتبّع الروايات وأمعن النظر في كلام الأئمّة الهُداة واطّلع على احتجاجهم على أهل الكتاب وغيرهم بآيات الكتاب واحتجاج الأصحاب بها خَلَفاً بعد سَلَف ؛ ألحق المسألة بالضروريّات.
مضافاً إلى سيرتهم المألوفة وطريقتهم المعروفة في العمل به ، مع أنّه المرجع في ترجيح الأخبار ، والميزان الذي عليه المدار باتّفاق جميع علماء الأعصار ، مع (١) خلوّ أكثره عن تفسير الأخبار.
ومن أنكر ما قلناه ، ولم يذهب إلى ما حرّرناه ، فقد خالف قوله عمله وعمل الأئمّة عليهمالسلام ، والعلماء الماضين في مخاطبة الناس حال الوعظ والنصيحة بالآيات المتعلّقة بهما ، مع خلوّها عن تفسير الأحاديث.
ثمّ لو كانت مفسّرة لم (٢) يذكروا التفسير في موعظتهم ، فإن أرادوا منهم فهم المعاني المفسّرة وجب عليهم ذكر الروايات المفسّرة لهم ، وبيان حجيّتها ومعانيها ، ثمّ وعظهم بها. وإن أرادوا منهم فهم الظاهر فقد أوقعوهم في الجهالة.
وفي الاستخارات ، وانتخاب آيات الحفظ والشفاء ، ودفع الأعداء ، ونحوها قراءة وكتابةً (٣) في الحروز والهياكل والطلسمات ، وأنّهم إذا مرّوا بآيةِ رحمة سألوها ، أو غضب استعاذوا منه ، أو نداء عامّ قالوا : لبّيك ربّنا ، أو اسم شريف أو خبيث وفّوهما حقّهما ، ثمّ تنزيل مطلق ذلك على المفسّر (ظاهر البطلان) (٤).
ولقد أضاعوا فصاحة القرآن وبلاغته ، وإعجازه ؛ فلا يكون حجّة إلا على من
__________________
(١) في «س» : ومع.
(٢) في «م» : ولم.
(٣) كذا.
(٤) بدل ما بين القوسين في «س» ، «م» : رأي غير معتبر.