والنحيب ، مشغولاً بالمناجاة مع الله تعالى. (١).
فقد كان الشيخ يقوم في كلّ ليلة ويوقظ أهله لصلاة الليل أيضاً.
ب ـ عنايته بالتفقّه
وكان من دأبه أن يأمر بتهيئة الطعام ليجتمع أولاده في الأكل ثم يباحثون بعده في علم الفقه (٢).
ج ـ على منبر الوعظ والإرشاد
جاء في قصص العلماء ما معناه : مرّ الشيخ يوماً على مدينة رشت من مدن إيران فأراد الناس الاقتداء به في صلاة الجماعة ولم تكن المساجد تسع الحاضرين ، فاجتمعوا في بعض ساحات المدينة ، وبعد الصلاة طلبوا من الشيخ أن يعظهم فقال : إنّي لا أجيد الفارسيّة ، ولكنّ الناس أصرّوا عليه ، فرقي المنبر وتكلّم بكلمات مفادها :
أيّها الناس! الشيخ يموت وأنتم تموتون ، ففكّروا في آخرتكم. أيّها النّاس! إنّ مدينتكم رشت ، تشبه الجنّة ، فكما أنّ في الجنّة قصوراً عالية ، وبساتين وأنهاراً وحورَ عينٍ. فهكذا مدينتكم ، وكما أنّ جميع التكاليف من الصلاة والصوم وسائر العبادات مرفوعة عن أهل الجنّة ، فكذا بلدكم كأنّ الصلاة والصوم وجميع العبادات مرفوعة عنكم!! ثمّ قال للقارئ : انهض واذكر مصيبة الحسين (عليهالسلام) ونزل من المنبر (٣).
د ـ حمايته للضعفاء والفقراء والمساكين ، ونذكر نبذة من ذلك كما في قصص العلماء ما معناه :
١ ـ كان من دأب الشيخ رحمهالله كلّما صلّى بالجماعة أن يأخذ طرف ردائه ويدور بين الصفوف ويجمع الدراهم والدنانير ويعطيها للفقراء والمساكين.
٢ ـ ربما كان يحضر مجلس الضيافة لبعض التجار فلا يأكل ولا يأذن لأحد في الأكل حتّى يقوّم ما فيها فيبيعها لصاحب المجلس ، ويأخذ ثمنها ثمّ يأمر بالأكل ويعطي الثمن للمستحقين. وإنّما كان يعمل ذلك ، لعلمه بوجود حقّ الفقراء في ذلك المال.
__________________
(١) قصص العلماء للتنكابني : ١٩٣.
(٢) بهجة الآمال ٢ : ٥٤٠.
(٣) قصص العلماء : ١٩٠.