والشكّ في علميّة العلم أو ظنيّة الظنّ أو شكّيّة الشكّ أو وهميّة الوهم كما يقع كثيراً من غير مستقيمي المزاج شكّ فيما تعلّق به ، وأمّا متعلّق متعلّقه فباقٍ على حاله ، (والشكّ في الكون في كثير الشكّ موجب للتقليد. والشكّ مع الكثرة عرفاً لا اعتبار به.
ولا يجب فيما تعلّق بالمنافيات أو بالأجزاء أو الشرائط وضع المعلم ونصب العلائم ، ويلزم في الغايات.
وكثرة الشكّ تجري في النائب مع عدم استحضار النيّة من المنوب عنه دونه ، وبالعكس بالعكس. ويجري في عبادات المال والبدن وأجزائها وأجزاء المعاملات وشروطها وأجزائها دون غاياتها ، إلا بعد الدخول فيما يترتّب عليها.
ويدخل في النذر ونحوه ، ويتعلّق باسم العاملين والمعاملين ؛ لقيام الشرع مقام الواقع) (١).
ولو شكّ في الشيء بعد العلم بكونه كان عالماً به لخفاء طريقة أو اختلاف طريقته بنى على علمه السابق. ولو شكّ في الدخول في العمل ، وقد كان على هيئة الداخل مشغولاً ببعض الوظائف ، بنى على الدخول.
وتجري نحو هذه الأحكام في المعاملات ونحوها ، ولكن معظم الانتفاع بها في العبادات فخصّصناها بإدخالها في مباحثها.
المقصد الحادي عشر
في الوسواس الذي أمر بالاستعاذة منه ربّ الناس في سورة الناس.
وهو عبارة عن حالة في الإنسان تمنعه عن الثبات والاطمئنان ، وهو كالجنون له فنون ، ومنشأه غلبة الوهم ، واضطراب الفكر ، فقد يرى نفسه بأشدّ المرض وهو في كمال الصحّة ، أو بأشدّ الخوف وهو في غاية الأمن ، ويرى عمله فاسداً وهو صحيح ، وغير فاعل لشيء عند الفراغ من فعله ، ويرى الطاهر نجساً ، والحلال حراماً وبالعكس فيهما.
__________________
(١) ما بين القوسين ليس في «س» ، «م».