ويقع في المعاملات ، وإن كان معظم بلائه في العبادات ، وقد يقع في العقائد الأُصوليّة فلا يطمئنّ إليها ، وفي الدلائل الشرعيّة فلا يعتمد عليها ، وأقوى البواعث على حصوله غالباً في العبادات الرياء.
ثمّ يقوى ويتحكّم فيتسلّط عليه الشيطان ، ويرفع عنه الاطمئنان ، وهو مرض عظيم قد ينتهي بصاحبه إلى الجنون.
إن وقع في العقائد أفسد الاعتقاد ، أو في المعاملات أو في العبادات أورث فيها الفساد ، فيكرّر القول أو الفعل فيهما ، ولا يعيّن القصد بواحد منهما.
وإن تعلّق بالبدن تمارض طول الزمن ، أو تعلّق بسوء الظنّ أقام بين الخلق نائرة الفتن ؛ فيجب تصفيته منه ، وإبعاد الشيطان برفعه عنه.
وهو من ذميم الصفات المعدودة عند العقل والشرع من المحظورات ، وفيه مع قبحه في ذاته مفاسد عظيمة :
منها : أنّه حيث كانت عقيدته تصويب فعله وتخطئة فعل غيره ربما آل أمره إلى إنكار ضروريّ المذهب أو الدين ؛ فإنّ من الأمور الضروريّة عدم وجوب ما أوجبته الوسواسيّة.
ومنها : القدح في أعمال سيّد الأُمّة وجميع أفعال الأئمّة. وهذان الوجهان قاضيان بالخروج عن الإيمان.
ومنها : أنّه يلزمه بالبناء على الحكم بوجوب فعله أو ندبه مثلاً التشريع في الدين ، والدخول في زمرة العاصين.
ومنها : أنّه يتضمّن غالباً سوء الظنّ بالمسلمين ، حتّى ينجرّ إلى العلماء العاملين ، فيحكم بنجاستهم وبطلان عبادتهم.
ومنها : أنّه لا يستقرّ له عزم ونيّة على عمل خاصّ ؛ لأنّ تكريره لعبادته أو معاملته باعث على عدم صحّة عزمه ونيّته.
ومنها : أنّه قد يكرّر العمل في الصلاة ، فيدخل في الفعل الكثير أو القول الماحي لصورة الصلاة ، أو الداخل في كلام الادميّين وإن كان من القرآن أو الذكر ، لتوجّه