ذلك الرجل ومفاسد اعتقاداته الكفريّة ، بما لا مزيد عليه وذلك حين التجائه إلى حريم ذلك الملك ، خوفاً على نفسه الخبيثة وفراراً من أيدي علماء العراق.
وقد أرّخها مخاطِباً لأهل طهران : ميرزا محمّدكم لا مذهب له ، وفيها مخاطباً لذلك الرجل : اعلم والله إنّك نقصت اعتبارك ، وأذهبت وقارك وتحمّلت عارك ، وأجّجت نارك ، وعرفت بصفات خمس هي أخسّ الصفات وبها نالتك الفضيحة في الحياة وتنالك بعد الممات :
أوّلها : نقص العقل ، ثانيها : نقص الدين. ثالثها : عدم الوفاء ، رابعها : عدم الحياء ، خامسها : الحسد المتجاوز للحدّ. وعلى كلّ واحد منها شواهد ودلائل لا تخفى. إلى آخر الرسالة (١).
حجّه ورحلاته
تشرّف المترجم له رحمهالله بزيارة بيت الله الحرام مرّتين :
الأُولى : سنة (١١٨٦ ه. ق) وقد مدحه معاصره وأستاذه العلامة السيّد صادق الفحّام بقصيدة ، وأرّخ عام حجّه ، فقال من مطلعها :
للهِ دَرّكَ من عَميدٍ لم تَزَل |
|
بالصالحاتِ مُتَيّماً معمُوداً |
حقّ الركاب يَؤمّ بيتاً لم يزل |
|
للناس من دون البيوت قصيداً |
إلى أن قال مؤرخاً :
وبذلت أقصى الجهد في تاريخه |
|
«نلت المنى بمنى وجئت حميداً» |
والثانية : سنة (١١٩٩ ه. ق) ومعه الأعلام من السادة كالسيّد محسن الأعرجي صاحب المحصول ، والسيّد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة ، والشيخ محمّد عليّ الأعسم ، فقد مدحه الشعراء بحجّه هذا (٢).
وسافر إلى أكثر مدن إيران ، كزنجان وجيلان وقزوين ولاهيجان وطهران وأصفهان وله قضايا في هذه الأسفار مذكورة في محلّه نشير إلى قضية واحدة تعدّ من كراماته قدسسره :
__________________
(١) أعيان الشيعة ٤ : ١٠١.
(٢) ماضي النجف وحاضرها ٣ : ١٣٤.