المحافظة على نيّة الوجه نوى الواجب (١) قربة إلى الله تعالى ، واختلاف نيّة الوجه في الغاية والتقييد لا مانع منه.
المقصد العشرون
في أنّه لا ينبغي ترجيح العبادات الراجحة بحسب الذات ، لا من جهة الصفات مع وحدة الذات على المرجوحة دائماً ، فيقتصر على الراجح ، لأنّ السيّد إذا أمر عبده بأوامر أراد منه الامتثال لجميعها ، فلا معنى لأن يأمره بالماء فيأتيه بالعسل ، أو بالذهاب إلى عيادة فلان أو زيارته فيذهب إلى عيادة أو زيارة من هو أفضل منه ، متعلّلاً بالأفضليّة.
فتمام العبوديّة والانقياد بأن يأتي بجميع أوامره الموجبة والنادبة والراجحة والمرجوحة ، وإلا لانحصرت الزيارة بزيارة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والطاعات المرغوبة بالصلاة ، والذكر بقول «لا إله إلا الله» وهكذا ، فيقتصر في كلّ جنس على أفضله ، بل يلزم منه الاقتصار على نوع واحد ، ومثل ذلك يجري في جميع المطالب والملاذّ في المأكولات والمشروبات والملبوسات ، فالتفنّن في كلّ شيء من مطالب العقلاء.
فلا معنى لترك السنن لطلب الأفضل منها ، ولا للاشتغال بالواجبات الكفائيّة مع قيام الغير بها عوضاً عنها ، كما جرت عليه سيرة كثير من العلماء والصلحاء من ترك قراءة القرآن ، وعيادة المرضى ، وتشييع الجنائز ، وزيارة الإخوان ، وزيارة المعصومين (٢) وترك النوافل الرواتب التي يشبه تركها ترك الواجب ، متعلّلين بأنّ طلب العلم أفضل ، وأنّ ترجيح المفضول على الفاضل لا يُعقل.
وهذا مخالف لطريقة أهل الأديان من زمان أبينا آدم عليهالسلام إلى الان ، وقد علم من طريقة هذه الأُمة وسيرة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام أنّهم لم يزالوا يجمعون بين العبادات المقبولة ، الفاضلة منها والمفضولة.
__________________
(١) في «ح» زيادة : ندباً.
(٢) في «ح» زيادة : من تسلّط الشيطان.