واستدلّ لها بالأدّلة العقليّة والنقليّة من الكتاب والسنّة القطعيّة ، وأشار إلى أكثر من عشرين أية نزلت في شأن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب والأئمّة من بعده عليهمالسلام.
وكذا نقل أكثر من خمسين رواية متواترة نقلها الفريقان من العامّة والخاصّة في ذلك كحديث الثّقلين ، وحديث المنزلة وحديث الراية وحديث خاصف النعل وحديث الإخاء وحديث الطير المشويّ وغيرها.
وقال : «وقد روي من طريق أهل السنّة في هذا المعنى أمر الإمامة في أهل البيت عليهمالسلام أكثر من ستّين حديثاً كلّها تشتمل على ذكر الاثني عشر وفي بعضها ذكر أسمائهم» (١).
الثانية : من جهة تحكيم المباني الأُصوليّة في استنباط الأحكام الشرعيّة ، حيث أنّ المسلك الأخباريّ صار ضعيفاً بالأدّلة القويمة التي أقامها أوّلاً الوحيد البهبهاني ، ثم استحكمها وقوّاها الشيخ جعفر كاشف الغطاء وهو من أجِلة تلامذة الوحيد ومن عاصره من الفقهاء العظام في ذلك العصر كالسيّد محمّد مهدي الطباطبائي بحر العلوم مؤلف «المصابيح» والسيّد محمّد جواد الحسيني العاملي صاحب «مفتاح الكرامة» والشيخ محمد حسن النجفي صاحب «جواهر الكلام» والسيّد عليّ الطباطبائي صاحب «رياض المسائل» وأبي القاسم بن محمّد حسن القمي صاحب «قوانين الأصول» و «غنائم الأيّام» ، وغيرهم من الفقهاء الأُصوليّين. جزاهم الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء.
وذكر المؤلّف في الفنّ الثاني من الكتاب ستّاً وخمسين مبحثاً من المباحث الأصوليّة الدقيقة والقواعد المشتركة بين الفقه والأُصول التي قال فيها الشيخ الأعظم العلامة الأنصاري : من أتقن القواعد الأُصوليّة التي أودعها الشيخ جعفر في كشفه فهو عندي مجتهد. كما ذكرنا أنفاً.
مراحل تحقيق الكتاب :
الأُولى : وهي الحصول على النسخ المخطوطة له ، وقد حصلنا على نسخ معتبرة كتبت
__________________
(١) ص ٧٢ من هذا الكتاب.