وكذا صحيح مسلم في موضعين (١) ، وروى مثله أبو سعيد الخدري (٢).
ولا ريب في أنّه لا رجوع إلى العترة إلا من الشيعة ، وقد فسّرت العترة في كتبهم المعتبرة بالذريّة (٣).
وروي في طرقهم المعتبرة أنّه : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة» (٤) ، وفيه أبين دلالة على بقاء الأئمّة إلى انقضاء التكليف.
فإنّ هذه الأحاديث وأمثالها تدلّ على أفضليّة أهل البيت على غيرهم ، كما اعترف به التفتازاني في شرح المقاصد (٥). وتدلّ على وجود من يكون أهلاً للتمسّك به من أهل البيت الطاهرين في كلّ زمان وجدوا فيه إلى قيام الساعة ، حتّى يتوجّه الحث المذكور على التمسّك بهم ، كما أنّ الكتاب كذلك.
ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض ، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض.
قال الفاضل أحمد بن السوسي الشافعي وقال ابن حجر : إنّ القطب لا يكون إلا من أهل البيت (٦). وروي أنّ هذا الحديث صار سبباً لتشيّع بعض المخالفين من علمائهم ،
__________________
(١) صحيح مسلم ٥ : ٢٧ ح ٢٤٠٨ باب فضائل عليّ بن أبي طالب (ع) ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٠٩ ، الصواعق المحرقة : ٨٩ ، تيسير الوصول ٣ : ٢٦٠ ح ٦ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٥٠ بتفاوت ، كنز العمال ١ : ١٧٢ ح ٨٧٠ ٨٧٢ ، وص ١٨٦ ح ٩٤٧.
(٢) مسند أحمد ٣ : ١٤ ، ١٧ ، ٢٦ ، ٥٩ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٢ ح ٣٧٨٦ و ٣٧٨٨ ، مصابيح السنّة ٢ : ٢٠٢ ، رياض الصالحين للنووي : ١٢٧ ، شرح الشفاء ٢ : ٨٢ ، مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي : ٢٣٥ ح ٢٨٢ ، ٢٨٣ ، ينابيع المودّة ١ : ٩٩ ، مناقب الإمام أمير المؤمنين لابن سليمان الكوفي ٢ : ٩٨ ح ٥٨٤ ، وص ١٠٥ ح ٥٩٣ ، ص ١١٢ ح ٦٠٤.
(٣) العين للخليل بن أحمد الفراهيدي ٢ : ٦٦ ، فيض القدير ٣ : ١٤ ، الصواعق المحرقة : ٩٠ ، النهاية لابن الأثير ٣ : ١٧٧ ، المصباح المنير للفيّومي : ٣٩١ نقلاً عن ابن الأعرابي ، القاموس المحيط ٢ : ٨٧.
(٤) مسند أحمد ٤ : ٩٦ ، شرح المقاصد ٥ : ٢٣٩ ، ينابيع المودّة ١ : ٣٥١ ، وج ٣ : ٣٧٢ ، ٤٥٦ ، حلية الأولياء ٣ : ٢٢٤ ، وفيه : من مات بغير إمام ، الإفصاح : ٢٨ ، الإيضاح : ٧٥ ، مجمع الزوائد ٥ : ٢٢١.
(٥) شرح المقاصد ٥ : ٣٠٢ ، ٣٠٣.
(٦) راجع الصواعق المحرقة : ٩١ ، وفيض القدير ٥ : ٥١٧.