كدائرة القمر ، فسألته عن ذلك ، فقال : بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي وابنتي ، فإنّ الله تبارك وتعالى زوّج عليّاً عليهالسلام من فاطمة ، وأمر رضوان خازن الجنان بهزّ (١) شجرة طوبى ، فحملت رقاقاً يعني صكاكاً بعدد محبّي أهل البيت عليهمالسلام ، وأنشأ ملائكة من نور ، ورفع إلى كلّ ملك صكّاً ، فإذا استوت القيامة بأهلها ، نادت الملائكة في الخلائق ، فلا يبقى محبّ لأهل البيت إلا دفعت إليه صكّاً في فكاكه من النار (٢) ؛ والأحاديث هنا كثيرة.
ومن حديث رفعه الخوارزمي إلى ابن عبّاس ، قال ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لو اجتمع الناس على حبّ عليّ بن أبي طالب ما خلق الله النار (٣). وفي الشفاء للقاضي عياض ، بلا إسناد ، من أنّه قال معرفة آل محمّد براءة من النار ، وحبّ آل محمّد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمّد أمان من العذاب (٤). ويؤيّد ذلك قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لو أنّ رجلاً صَفَن أي جمع قدميه قائماً بين الركن والمقام ، فصلّى وصام ، ثمّ لقي الله مبغضاً لآل محمّد دخل النار
(٥). وجاء في قوله تعالى (وَإِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (٦) ، إلى ولاية أهل البيت عليهمالسلام (٧).
__________________
(١) في «م» ، «س» : يهزّ ، وفي المصدر : فهزّ.
(٢) المناقب للخوارزمي : ٣٤٠ ح ٣٦٠ ، وأُنظر ينابيع المودّة ٢ : ٦٦ ، ومائة منقبة لابن شاذان : ١٥٣.
(٣) المناقب للخوارزمي : ٦٧ ح ٣٩ ، وراجع ينابيع المودّة ٢ : ٢٩٠ ، الفردوس بمأثور الخطاب ٣ : ٣٧٣ ح ٥١٣٤ ، ومائة منقبة : ٧١.
(٤) شرح الشفاء للفاضل علي القاري ٢ : ٨٢ ، ونقله عن الشفاء وعن نوادر الأُصول للحكيم الترمذي مسنداً في ينابيع المودة ١ : ٧٨ ، وج ٢ : ٢٥٤ ، ٣٣٢ ، وج ٣ : ١٤١ ، فرائد السمطين ٢ : ٢٥٧ ح ٥٢٥ ، إحقاق الحق ٩ : ٤٩٤.
(٥) مستدرك الحاكم ٣ : ١٤٩ ، الخصائص الكبرى ٢ : ٢٥٦ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٧١ ، ذخائر العقبى : ١٨ ، ينابيع المودة ٢ : ١١٥ ، ٣٧٦ ، ٤٦٢ ، الصواعق المحرقة : ١٠٤.
(٦) طه : ٨٢.
(٧) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١١ : ٢٣١ ، الصواعق المحرقة : ٩١ ، شواهد التنزيل ١ : ٤٩١ ح ٥١٨ ، روح المعاني ١٦ : ٢٤١ ، مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع) لابن سليمان الكوفي ٢ : ١٠٣.