ثلاثة وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنّة ، وهم الذين قال الله تبارك وتعالى (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (١) وهم أنا وشيعتي (٢). وفي الصواعق المحرقة لابن حجر المتأخّر ، ونقله صاحب كشف الغمّة عن الحافظ ابن مردويه ، في تفسير (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (٣) هم أنت وشيعتك يا علي ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيّين ، وتأتي أعداؤك مقمحين (٤). ولفظ الشيعة إن لم يكن صريحاً كما يقتضيه ظاهر الإطلاق في الصنف المخصوص ، فالقرينة من جهة الإضافة واضحة ؛ لأنّ غير هذا الصنف شيعة الخلفاء ، وإسنادهم إلى الخليفة السابق أولى من وجوه شتّى ، كما لا يخفى.
وممّا يقرب من ذلك : ما دلّ من الكتاب على وجوب طاعتهم على الاجتماع أو الانفراد قوله تعالى (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) (٥) والمراد بهم : محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، كما رواه الحافظ محمّد بن موسى الشيرازيّ من علمائهم ، واستخرجه من التفاسير الاثنتي عشرة عن ابن عبّاس (٦).
وقوله تعالى (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ) (٧) فإنّهم فسّروا اولي الأمر بعلي عليهالسلام (٨).
__________________
(١) الأعراف : ١٨١.
(٢) المناقب للخوارزمي : ٣٣١ ح ٣٥١ ، وأُنظر ينابيع المودّة ١ : ٣٢٧ ، والدرّ المنثور ٣ : ٦١٧ بتفاوت.
(٣) البيّنة : ٧.
(٤) الصواعق المحرقة : ٩٦ ، كشف الغمّة ١ : ٣٢١ ، وأُنظر المناقب للخوارزمي : ٢٦٥ ح ٢٤٧ بتفاوت ، والدرّ المنثور ٨ : ٥٨٩ ، وفتح القدير ٥ : ٤٧٧ ، وتفسير الطبري ٣٠ : ١٧١ ، وشواهد التنزيل ٢ : ٣٥٧ ح ١١٢٦ ، وص ٤٥٩ ٤٧٣ ، وينابيع المودّة ٢ : ٣٥٧.
(٥) النحل : ٤٣.
(٦) انظر تفسير الطبري ١٤ : ٧٥ وج ١٧ : ٥ ، تفسير القرآن لابن كثير ٢ : ٥٩١ ، شواهد التنزيل ١ : ٣٣٤ ٣٣٧ ح ٤٦٦٤٥٩ ، روح المعاني ١٤ : ١٤٧ ، ينابيع المودّة ١ : ٣٥٧ ، نهج الحق : ٢١٠ ، نفحات اللاهوت : ٧٤.
(٧) النساء : ٥٩.
(٨) شواهد التنزيل ١ : ١٨٩ ١٩١ ، التفسير الكبير للرازي ١٠ : ١٤٤ ، البحر المحيط ٣ : ٢٧٨ ، المفردات للراغب : ٢٥ ، ينابيع المودّة ١ : ٣٤١ ، تفسير فرات الكوفي ١ : ١٠٨ و ١٠٩ ، منتهى المرام : ١٨٠ ، تفسير العياشي ١ : ٢٥٠ ٢٥٣ ، نور الثقلين ١ : ٣٣٠ ، ٤٩٩ ، وأُنظر الكافي ١ : ٢٤٩ ح ٦ ، وفرائد السمطين ١ : ٣١٤ ذ. ح : ٢٥٠.