وقوله تعالى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (١) أجمعوا على نزولها في علي عليهالسلام (٢) ، مع أنّه مذكور في الصحاح الست (٣).
وظاهر الولاية ولاية التصرّف في الأمر والنهي ، ولا سيّما بعد أن أُسندت إلى الله ورسوله ؛ وصيغة «إنّما» قضت بقصرها عليه مع وجوده.
وقوله تعالى (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ) (٤) روى الجمهور عن ابن مسعود أنّه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم انتهت الدعوة إليّ وإلى علي (٥). وقوله تعالى (وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ) (٦) روى الجمهور أنّها نزلت في علي عليهالسلام (٧). إلى غير ذلك من الآيات الدالّة على وجوب طاعتهم والانقياد لهم (٨).
مع أنّه قد عُلِمَ بالضرورة تظلّم أمير المؤمنين عليهالسلام من القوم وتفرّده عنهم ، وكفى في ذلك التطلّع في خطبه وكلماته المنقولة عنه عليهالسلام في كتبهم : كالخطبة
__________________
(١) المائدة : ٥٥.
(٢) المحرّر الوجيز ٥ : ١٣٦ ، أسباب النزول : ١١٣ ، الكشّاف ١ : ٦٤٩ ، التفسير الكبير للرازي ١٢ : ٢٦ ، تفسير أبي السعود ٣ : ٥٢ ، جامع الأُصول ٨ : ٦٦٤ ح ٦٥١٥ ، المناقب لابن المغازلي : ٣١١ ٣١٣.
(٣) جامع الأُصول ٨ : ٦٦٤ ، ح ٦٥١٥ ، تفسير البغوي ٢ : ٤٧ ، تفسير الطبري ٦ : ١٨٦ ، المناقب للخوارزمي : ٢٦٤ ح ٢٤٦ ، الكشاف ١ : ٦٤٩ ، ترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ٢ : ٤٠٩ ، ٤١٠ ، تذكرة الخواص : ١٥ ، شواهد التنزيل ١ : ٢٠٩ ٢٣٩ ، مجمع الزوائد ٧ : ١٧ ، ذخائر العقبى : ٨٨ ١٠٢ ، العمدة لابن البطريق : ١١٩ ، التفسير الكبير للرازي ١٢ : ٢٦.
(٤) البقرة : ١٢٤.
(٥) المناقب لابن المغازلي : ٢٧٧ ، الجواهر السنية : ٢٠٣ ، الأمالي للطوسي : ٣٧٩ ح ٨١١ ، نور الثقلين ٢ : ٥٤٧ ح ٩٨ ، البرهان في تفسير القرآن ٢ : ٣١٨ ح ٧ ، نهج الحقّ : ١٨٠ ، بحار الأنوار ٣٨ : ١٤٣.
(٦) التوبة : ١١٩.
(٧) الدرّ المنثور ٤ : ٣١٦ ، المناقب للخوارزمي : ٢٨٠ ح ٢٧٣ ، تذكرة الخواص : ١٦ ، روح المعاني ١١ : ٤٥ ، فتح القدير ٢ : ٤١٤ ، ينابيع المودّة ١ : ٣٥٨ ، فرائد السمطين ١ : ٣٧٠ ح ٢٩٩ و ٣٠٠.
(٨) آل عمران : ١٠٣ ، النساء : ٩٥ ، التوبة : ١١٩ ، النحل : ٤٣.