شريفة قلّ من ضاهاه فيها (١).
٧ ـ وقال العلّامة الرجالي ملا عليّ العلياري في بهجة الآمال :
جلالة شأنه وغزارة علمه ، لا تحتاج إلى البيان ، لما هو محسوس بالعيان ، والإنصاف أنّ من زمان الغيبة إلى زماننا هذا لم يوجد أحد في الإحاطة تحت فلك القمر ، كما قال أعلى الله مقامه ورفع في الخلد أعلامه : الفقه باق على بكارته لم يمسّه أحد الله أنا والشهيد وابني موسى.
وينبئ عن هذا قوله رحمهالله : إنّي باحثت الشرائع ثلاثمائة مرّة. وقال أيضاً : لو مُحي كلّ كتب الفقه أكتب من أوّل الطهارة إلى الديات. والشاهد على ذلك مصنّفاته وتأليفاته المنيفة ، مثل كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء (٢).
٨ ـ وفي «ماضي النجف وحاضرها» ناقلاً عن «الروضة البهيّة» (٣) : الشيخ المكرّم المعظّم ، ملجأ العرب والعجم ، ملاذ كافّة الأُمم ، منبع الفضائل الجليلة ، ومعدن السجايا العليّة ، ناهج المناهج السويّة ، بالغ المقاصد العليّة ، مهذّب المعالم الدينيّة ، المشتهر في جميع الأمصار والآفاق.
وهذا الشيخ أفضل أهل زمانه في الفقه ، لم يرَ مثله ، مبسوط اليد في الفروع الفقهيّة والقواعد الكليّة ، قويّ في التفريع غاية القوّة ، مقبول عند السلطان والرعيّة ، كان العرب يطيعونه غاية الإطاعة.
ويطيعه السلطان فتح علي شاه قاجار غاية الإطاعة ، وكذا كلّ أكابر دولته وأبنائه ، ويأخذ من السلاطين والأكابر من العجم وأرباب الثروة والغنى مالاً كثيراً ، ويعطيه الفقراء بتمامه في مجلس الأخذ وفي يومه.
كان رحمهالله قد جمع صفات الأبدال ، وحاز فضل الفطاحل من الأعلام ، وتقدّم على كثير من العلماء (٤).
__________________
(١) الكرام البررة ١ : ٢٤٨.
(٢) بهجة الآمال ٢ : ٥٣٣.
(٣) الروضة البهية في الإجازة الشفيعيّة للسيّد محمّد شفيع ابن السيّد علي أكبر الحسيني الموسوي الجابلقي المتوفّى (١٢٨٠ ه. ق). وهي على حذو اللؤلؤة ذكر فيها تراجم كثيرة ممن تأخر عن صاحب اللؤلؤة. الذريعة ١١ : ٢٩٢.
(٤) ماضي النجف وحاضرها ٣ : ١٣٣.