وروى في حقّها ما تواتر نقله بين الفريقين عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال فاطمة بضعة منّي ، من أذاها فقد أذاني ، ومن أذاني فقد أذى الله (١). وقال الله تعالى (الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ). (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللّاعِنُونَ) (٢). وأنّها وُلدت بعد المبعث بخمس سنين.
واصطفاها ربّها بعد أبيها بنحو أربعين يوماً ، وأوصت إلى عليّ بأن تدفن ليلاً! وأن لا يصلّيا عليها ، وماتت وهي ساخطة عليهما (٣).
وأمّا التسعة المعصومون من ذريّة الحسين عليهالسلام :
فأوّلهم : الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام ، زين العابدين والساجدين ، الذي انتهى إليه العلم والزهد والعبادة ؛ كما لا يخفى على مسلم.
ولد بالمدينة يوم الأحد خامس شعبان سنة ثمان وثلاثين.
واصطفاه الله ربّه بالمدينة يوم السبت ثاني عشر محرّم سنة خمس وتسعين ، عن سبع وخمسين سنة.
وأُمّه شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى ، وقيل : بنت يزدجرد (٤).
الثاني : الإمام ولده محمّد الباقر لعلم الدين عليهالسلام ، سُمّي بباقر العلم لاتّساع علمه وانتشار خبره ، وأخبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم جابر الأنصاري ـ رحمهالله
__________________
(١) صحيح البخاري ٥ : ٣٦ باب مناقب فاطمة عليهاالسلام ، صحيح مسلم ٥ : ٥٤ باب فضائل فاطمة بنت النبي (ص) ح ٢٤٤٩ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٩٨ ح ٣٩٦٧ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٥٨ ، مسند أحمد ٤ : ٣٢٣ ، صفة الصفوة ٢ : ١٣ ، أُسد الغابة ٥ : ٥٢١ ، تذكرة الخواص : ٢٧٩ ، ذخائر العقبى : ٣٧ ، كفاية الطالب : ٣٦٥ ، حلية الأولياء ٢ : ٤٠ ، ينابيع المودّة ٢ : ٥٢ ، ٥٣ ، ٩٧ ، وأُنظر الغدير ٧ : ٢٣٢ ، نقلها العلامة الأميني مع اختلاف ألفاظها عن تسعة وخمسين مصدراً من كتب العامّة.
(٢) الأحزاب : ٥٧.
(٣) راجع تاريخ الطبري ٢ ؛ ٢٣٦ ، والسيرة النبويّة لابن كثير ٤ : ٥٦٧ ، والشافي في الإمامة ٤ : ١١٤ وبحار الأنوار ٤٣ : ١٩١ ح ٢ ، وص ١٩٩ ح ٢٩ ، ومرأة العقول ٥ : ٣٢١.
(٤) انظر التهذيب ٦ : ٧٧ ، وإعلام الورى : ٢٥٦ ، وكشف الغمّة ٢ : ٢٨٦ ٣٢٥.