أنّه سيدركه ، وأنّ اسمه اسم رسول الله ، وأنّه يبقر العلم بقراً ، وقال إذا لقيته فاقرأ عليه منّي السلام (١). ولم ينكر أحد تلقيبه بباقر العلم ، بل اعترفوا بأنّه وقع موقعه ، وحلّ محلّه.
ولد بالمدينة يوم الاثنين ثالث صفر سنة سبع وخمسين.
واصطفاه الله بها إليه يوم الاثنين سابع ذي الحجّة سنة أربع عشرة ومائة ، وروى : سنة ستّ عشرة (٢).
وأُمّه أُم عبد الله بنت الحسن بن عليّ عليهالسلام ، فهو علويّ بين علويّين.
الثالث : الإمام ولده أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام ، العالم الذي اشتهر عنه من العلوم ما أبهر العقول ، حتّى غالى فيه جماعة وأخرجوه إلى حدّ الإلهيّة.
ودوّن العامّة والخاصّة ممّن برز ومهر بتعلّمه من الفقهاء والعلماء أربعة آلاف رجل ، كزرارة بن أعين ، وأخويه بُكَير وحمران ، وجميل بن درّاج ، ومحمّد بن مسلم ، وبريد بن معاوية العجلي ، وهشام بن الحكم ، وهشام بن سالم ، وأبي بصير ، وعبد الله ابن سنان ، وأبي الصباح ، وغيرهم من أعيان الفضلاء ، من أهل الحجاز والعراق والشام وخراسان ، من المعروفين والمشهورين من أصحاب المصنّفات المتكثّرة والمباحث المشهورة ، الذين ذكرهم العامّة في كتب الرجال ، وأثنوا عليهم بمالا مزيد عليه ، مع اعترافهم بتشيّعهم وانقطاعهم إلى أهل البيت (٣).
وقد كُتب من أجوبة مسائله هو فقط أربعمائة مصنّف ، تسمّى الأُصول في أنواع العلوم.
__________________
(١) انظر الكافي ١ : ٤٦٩ باب مولد أبي جعفر محمَّد بن عليّ عليهالسلام ح ٢ ، وبحار الأنوار ٤٦ : ٢١٧ ح ١٩ وتذكرة الخواص : ٢٩١ ٢٩٩.
(٢) انظر الدروس الشرعيّة ٢ : ١٢ ، وبحار الأنوار ٤٦ : ٢١٧.
(٣) انظر تهذيب التهذيب ١ : ٩٣ ، وميزان الاعتدال ١ : ٥ ، ومعجم الأُدباء ١ : ٣٤ ، وبغية الوعاة ١ : ٤٠٤ ، ولسان الميزان ٥ : ٣٠١ ، وج ٦ : ١٩٤ ، والأعلام ٢ : ١٢٦ ، وضحى الإسلام ٣ : ٢٦٨ ، وأعيان الشيعة ١ : ١٠٠ ، وحلية الأولياء ٣ : ١٩٩ ، والفهرست للشيخ الطوسي : ١٤٢ ، ٢٦٢ ، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة ١ : ٦٧ ٧٧ الجزء الأول ، والإمام الصادق لمحمد بن أبي زهرة : ٣٦ ، ٣٧ ، وفي رحاب أئمة أهل البيت (ع) : ٤٣ من الجزء الرابع.