الأمرُ الأوّل : حمايةُ العيال عن الأعداء ما دام حيّاً ، ولذا وردَ عنه :
أحمي عيالات أبي |
|
أمضي على دين النبي (١) |
وقد وردَ عنه أيضاً مُخاطباً الجيش المعادي : «أنا الذي أُقاتلكم وتقاتلوني والنساء ليس عليهنّ جُناح ، فامنَعوا جهّالكم وعُتاتكم عن التعرّض لحَرَمي ما دُمتُ حيّاً» (٢) ، إذاً فهو عمليّاً كان يُفديهم بنفسه.
الأمرُ الثاني : الاعتناء بشؤونهم بعد وفاته. ومن هنا وردَ أنّهُ أوصى إلى أخته الحوراء زينب بنت أمير المؤمنين عليهالسلام أن تقوم بهذه المهمّة ، حين كان ولدهُ الإمام السجّاد عليهالسلام لا يستطيع أن يقوم بشيء (٣) ، وقد قامت سلام الله عليها بمهمّتها خير قيام.
الأمرُ الثالث : العناية الدينيّة بهم في الدنيا والآخرة ، وخاصّة وهو يعلم أنّهم مُقبلون على بلاءٍ لا يكادون يطيقونه ، وهو حالهم بعد مقتله عليهالسلام ومن هنا وردت بعض التعليمات عنه ، ولعلّ لهُ تعليمات كثيرة لم تُنقل في التاريخ ، فمن ذلك قوله عليهالسلام : «يا أخيّة ، أُقسِم عليكِ فأبري قَسَمي لا تخمشي عليّ وجهاً ، ولا تشقّي عليّ جيباً ، ولا تَدعي بعدي بالويل والثبور إذا أنا هلكتُ» (٤).
وهذا ، ومع ذلك يبقى السؤال المهم عن العيال ، وهو إنّه عليهالسلام لماذا أخذهم معه؟ أو قل : لماذا شاء الله أن يراهنّ سبايا على أقتاب المطايا؟ كما ورد عنه عليهالسلام ، وهذا ما نجيب عليه ضمن السؤال الآتي :
السؤالُ الخامس : لماذا أخذ عيالهُ معه؟
__________________
(١) مناقب ابن شهرآشوب : ج ٣ ، ص ٢٥٨ ، البحار للمجلسي : ج ٥ ، ص ٤٩.
(٢) اللهوف : ص ٥٠ ، ابن نما : ص ٥٥ ، البحار : ج ٤٥ ، ص ٥١ ، أسرار الشهادة : ص ٤٠٧.
(٣) تاريخ الطبري : ج ٦ ، ص ٢٤٠ ، الكامل لابن الأثير : ج ٣ ، ص ٢٨٦ ، الإرشاد للمفيد : ص ٢٣٢.
(٤) نفس المصدر.