رواةُ واقعة الطف
أعتقدُ أنّ الرواة الأوائل أو المباشرين لحادثة الطف ، منحصرون في الأقسام التالية ، فينبغي أن ننظر إلى وَثاقتهم من ناحية ، وإلى مقدار شرحهم للحوادث ونحو ذلك من الخصائص :
القسمُ الأوّل : الأئمّة المعصومون عليهمالسلام المتأخّرون عن الحسين عليهالسلام ، وخاصّةً الثلاثة الذين كانوا بعده بالمباشرة وهم : الإمام السجّاد ، والإمام الباقر ، والإمام الصادق عليهمالسلام ؛ فإنّ لهؤلاء قسطاً من ذِكر واقعة الطف.
إلاّ أنّني أعتقد أنّنا ـ مع ذلك ـ لا نستطيع أن نأخذ عنهم التفاصيل كما نريدها ؛ لأنّهم عليهمالسلام كانوا يتحدّثون بمقدار ما تقتضي المصلحة في زمانهم ، فكانوا يركّزون على الجانب المعنوي لواقعة الطف والدفاع عن قضيّة الحسين عليهالسلام ، ولا يكون همّهم رواية أو نقل الحوادث ، إلاّ ما جاء عَرَضاً خلال الحديث ، إذاً فلا ينبغي أن نتوقّع سَماع حديثهم عن التفاصيل الكثيرة التي نريدها.
القسمُ الثاني : النساء من ذراري الحسين عليهالسلام وأصحابه بعد عودتهنّ إلى المدينة المنوّرة ، فإنّهن لم يُصَبن بسوء وبقينَ أحياء بعد مقتل رجالهنّ ، ورجعنَ إلى محلّ سكنهنّ ، فمن الممكن لهنّ أن يتحدّثنَ عمّا رأينهُ عن تلك التفاصيل ، وتُعتبر كلّ واحدة منهنّ كشاهد حال حاضر للواقعة.
إلاّ أنّنا لا ينبغي أن نُبالغ في ذلك ؛ لأمرين على الأقل :
الأمرُ الأوّل : حاصل لدى وجود الواقعة نفسها في كربلاء ؛ وذلك لأنّ