وعلى أيِّ حال ، فقد كانت نتيجة اعتمادي الكامل على حافظتي وذهني في تأليف الكتاب مُلفتة للنظر في التحقيق الذي قام به ، أذكر منها ما يلي :
أوَّلاً : إنَّ هذه المصادر التي ذكرها قد لا تكون هي نفس المصادر التي أخذتُ الأحاديث والنصوص منها خلال حياتي ؛ بدليل أنَّ بعض مصادر الهامش مِمَّا لم يصدف لي الاطِّلاع عليه ، ولكنْ لا بأس ما دام الكتاب المذكور مصدراً للنصِّ ولو في الجملة.
ثانياً : إنَّ النقل يكون أحياناً بالمعنى أو بالمضمون لا باللفظ ، لوضوح أنَّ الذاكرة أقرب إلى المعنى منها إلى اللفظ ، ولكن لا بأس ما دام المعنى موجوداً. كما يوجد دليل في الشريعة على جواز النقل بالمعنى. وهذا ـ على أيِّ حال ـ ما يتَّضح للقارئ خلال استعراضه للكتاب.
ثالثاً : إنَّه قد يكون بعض النصوص لا توجد في المصادر إطلاقاً ، وإنَّما وجد في الذهن ، إمَّا باعتبار الحَدَس ، وإمَّا باعتبار التصيُّد مِن عدد مِن النصوص أو مِن القواعد العامَّة ، وأوضح أمثلة ذلك النصُّ القائل : «دعوا الناس على غفلاتها» ، فإنِّني بالوجدان لا أعلم أنَّني أخذته مِن كتاب أو مِن مصدر آخر.
رابعاً : إنَّ الجهة النفسيَّة قد تتدخَّل في النصوص المنقولة ، ومِن أوضح أمثلته ما ذكرته خلال الكتاب مِن أنَّ الأمام الحسين عليهالسلام كان يتمثَّل بأبيات رابعة العدوية ، وقد كرَّرته في الكتاب أكثر مِن مَرَّة ، وهذا ما سمعته مِن قبل بعض الخُطباء ، وارتكز في ذهني بصفته مُناسباً لمُقتضى الحال على أيِّ حال.
وقد استشكلوا عليَّ في ذلك باعتبار أنَّ رابعة هذه مُتأخرة عن ذلك العصر ـ كما هو المشهور مِن تاريخها ـ فأجبته اعتماداً على ذاكرتي أيضاً : كلاَّ ؛ فإنَّها كانت في زمن النبي صلىاللهعليهوآله والصحابة ، إلاَّ أنَّها كانت مُنعزلة عنهم بصفتها امرأة مُتزهِّدة ، وإلى الآن أتذكَّر أنِّي وجدت ذلك في بعض المصادر ، إلاَّ أنَّني