وأصحابه ، فكان أوّل داخل وآخر خارج بعنوان كونه مؤيِّداً لهم ، وينقل كلّ ما سمعه ورآه إلى عبيد الله بن زياد.
الأمرُ الثالث : السرّية والتكتّم التي تعمّدها جانب مسلم بن عقيل وأصحابه ، بغضّ النظر عن التجسّس المشار إليه ، ومع التكتّم المتعمّد يصعب جدّاً وضع برنامج واضح وواسع لأجل السيطرة على المجتمع ، كما يتوقّع السائل أن يكون.
الأمرُ الرابع : إمكان التشكيك في العدّة والعدد اللذَين يمكن لابن عقيل أن يجمعهما في ذلك المجتمع ؛ فإنّ أفراد الناس هناك لم يكونوا معتادين على الحرب ومصاعبها وويلاتها ، وإنّما استطاع عبيد الله بن زياد أن يجمع منهم جيشاً ضخماً بعد التفكير بعدّة خطط ماكرة ، اكتسبها بصفته مُمثّلاً للدولة الحاكمة لا أكثر ، وهذا ما لا يستطيع طبعاً مسلم بن عقيل توفيره للناس بصفته معارِضاً للدولة ، فيكون احتمال حصوله على الجيش الكافي في العدّة والعدد احتمالاً غير قوي.
وحسبُنا أن ننظر إلى أهمّ الأفكار التي حاولَ عبيد الله بن زياد بثّها في المجتمع صدقاً أو كذباً ليستقطب الناس إلى جانبه :
أوّلاً : التهديد العسكري ، حيث زعمَ لهم أنّ هناك جيشاً مُقبلاً عليهم من الشام ضخم جدّاً ، يريد استئصالهم إن هم عصوا الدولة.
ثانياً : التهديد الشخصي بالسجن والضرب ، بل والقتل أيضاً.
ثالثاً : التهديد الاقتصادي بالمقاطعة مع كلّ معارِض.
رابعاً : الطمع ، بإضافة مبلغ من المال إلى راتب كلّ واحد يكون إلى جانبه ،