__________________
إذاً أصحاب الحسين كانوا يعلمون أنّهم قادمون إلى الموت وليس إلى الغنيمة ، بل للقتال فقط.
٢ ـ إنّ أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآله وعِدوا بإحدى الطائفتين : (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ) سورة الأنفال / ٧ أي : إمّا الإبل (والتي تَحمل الأموال والغنائم) ، وإمّا النفير (أي القتال ، ونتيجة الحرب تكون لهم) ، وكلا الطائفتين فيها فائدة دنيوية إضافةً إلى الثواب الأخروي. أمّا الحسين عليهالسلام فلم يُخبر أصحابه إلاّ بطريقٍ واحد ، وهو الموت الذي يؤدّي بهم إلى دخول الجنّة.
٣ ـ من الناحية العسكرية : إنّ الجيش الذي واجهَ الرسول في بدر ، لم يكن جيش دولة منظّمة ؛ إنّما كان جيش قَبَلي (أي عشائري) ، وتركيبتهُ تركيبة قَبَلية.
أمّا الجيش الذي زَحفَ إلى الحسين عليهالسلام ، فقد كان جيشاً نظامياً فهو يمثّل جيش دولة كبرى ، وهذه الدولة استفادت من تجاربها بحروبها مع الغرب والشرق : (كالروم ، والفرس) ببناء جيش منظّم ، إذاً فتركيبتهُ من الناحية الفنّية العسكرية يختلف تماماً عن الجيش الذي واجه الرسول صلىاللهعليهوآله في بدر.
٤ ـ من الناحية التعبوية : فلو أخذنا النسبة بين أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآله وبين المشركين الذين قاتلوهم في بدر ، فهي الثلث تقريباً ؛ لأنّ المسلمين كانوا (٣١٣) ، بينما المشركين كانوا في حدود الألف تقريباً.
أمّا لو أخذنا النسبة بين أصحاب الحسين عليهالسلام إلى نسبة الجيش الزاحف عليهم ، لوجدناهم ثلث عشر العشر على أقلّ تقدير ، فلو أخذنا الرواية التي تقول : إنّ أعداء الحسين الذين قاتلوه في كربلاء (٣٠ ألف) ، والتي هي عن الإمام الحسين عليهالسلام ، وأخذنا أكبر رقم ذُكر عن عدد أصحاب الحسين والذي هو مئة ألف ، فنجد النسبة بينهما ثلث عُشر العشر ؛ لأنّ عُشر (٣٠٠٠٠) هو (٣٠٠٠) ، وعُشر الثلاثة آلاف هو ثلاثمئة وثُلثها مئة.
٥ ـ إنّ أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآله كان لديهم وضوح في المعركة بشكلٍ كامل ؛ ذلك لأنّ معركة بدر كانت بين كفرٍ صريح يمثّله أبو جهل وعتبة وأضرابهم ، وبين الإسلام الذي يمثّله المصطفى صلىاللهعليهوآله ، فهو واضح ليس فيه لبس.
بينما في معركة الطف كانت هناك عدّة فتن وشُبهات تغصّ بها الأمّة الإسلامية ، فمن تلك الفتن مثلاً : إنّ كلا المُتقاتلين ينتمون إلى الأمّة الإسلاميّة فهما ذات قبلة واحدة ظاهراً ، إضافة إلى الفتن الأخرى كفتنة الخلافة ، وهل هي بالتعيين أم بالشورى؟ وفتنة مقتل الخليفة الثالث ، وما ترتّب عليه من الحروب الثلاثة : (الجمل ، وصفّين ، والنهروان) ، والأحاديث التي خرّجها بنو أميّة في طاعة وليّ الأمر المطلقة ، سواء كان عادلاً أو جائراً ........ وأنّ الحسين قد خرجَ على إمامه وخليفة عصره (أي يزيد) ، وأنّه بخروجه يُلقي نفسه في التهلكة المحرّمة ، وشقّ عصا المسلمين بذلك ، وجَعل الفتنة بينهم ، وقَتل الكثير منهم .......... إلخ ، ممّا كان يجعل وجود شبهات وتساؤلات حول نهضة الحسين عليهالسلام.
٦ ـ إنّ أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآله عند خروجهم لواقعة بدر تركوا عوائلهم في المدينة ، وبذلك قد اطمئنّوا عليهم وأنّهم في أمان. أمّا الحسين عليهالسلام وكثير من أصحابه كانت عوائلهم معهم ، وهنا يكون