تكلّم الإمام زين العابدين وزينب بنت علي عليهماالسلام وآخرون ، وحَدثت له عدّة مآتم في الشام فورياً.
ومحلّ الشاهد الآن : أنّ الحسين نفسه شاركَ في هذه الحملة الواسعة للهداية والإعلام ، وذلك بقراءته القرآن وهو فوق رأس رمح طويل ، كانت مشاركته أوكد من كلّ المشاركات ؛ لأنّه الشخص الرئيسي والأهمّ أوّلاً ، ولأنّ مشاركته اعجازية ثانياً ، وهاتان الصفتان لم تحصل لأيّ من المشاركين الآخرين في معسكر الحسين عليهالسلام وإن عَلا شأنهم.
المستوى الثالث : إنّي شخصياً كنتُ موجوداً في ليلة من الليالي قبل خمس وعشرين سنة تقريباً ، في جلسة من جلسات تحضير الأرواح ، وقد خطرَ لي أن أسأل إحداها قائلاً : هل تكلّم رأس الحسين عليهالسلام؟ وكان في حسباني أن تقول : نعم ، أم لا ، فكان من العَجب أنّها قالت : تكلّم سبع مرّات ، فقلنا : لعلّه تكلّم بهذا المقدار ولم يُنقل من التاريخ إلينا ، وإذا أمكنَ ذلك مرّة أمكنَ مرّات عديدة وليس في قدرة الله بمستغرَب.
وحصلتُ على كتاب بعد خمس وعشرين سنة بعنوان (الحسين في الفكر المسيحي) تأليف (أنطوان بارا) : وهو مسيحي مُنصف مَجّدَ الحسين ورثى لهُ ، وقارنَ شهادتهُ بما يعتقدونه من مقتل المسيح وشهادته ، وإذا بي أجد في هذا الكتاب النقول التاريخية عن كلام رأس الحسين عليهالسلام ، فأحصيتُها فإذا بها سبعة ، كما سمعتُ من تلك الروح قبل خمس وعشرين سنة ، ورُبّ صدفة خيرٌ من ميعاد.
وأودُّ فيما يلي أن أنقل عبارة المؤلِّف ، وما أجادهُ من التعب في نقل الجانب التاريخي الإسلامي الناطق بتاريخ رأس الحسين الناطق (سلام الله عليه) ،