وليس في أغراض الحسين عليهالسلام منها ؛ لأنَّ أغراضه الشخصيَّة لم تكن ـ بكلِّ بساطة ـ إلاَّ الامتثال وتحصيل الثواب شأنه في ذلك شأن أيِّ مؤمن آخر ، يمتثل عملاً واجباً أو مُستحبَّاً.
الأمر السابع : إنَّنا لا ينبغي ـ ونحن ننظر إلى فهم التاريخ الإسلامي ـ أنْ ننظر إلى القادة المعصومين (سلام الله عليهم) كقادة دنيويِّين ، كما عليه تفكير طبقة مِن الناس ، يدَّعون التمسُّك بالفكر الديني ، ولكنَّهم مُتأثِّرون بالاتِّجاه المادِّي الدنيوي ، فهم يعتبرون المعصومين قادة دنيويِّين كُبراء ، بل هُمْ بهذه الصفة خير مِن خير القادة الموجودين خلال العصور كلِّها ، في اتِّصافهم بعُمق التفكير وحصافة الرأي وشجاعة التنفيذ ونحو ذلك ؛ ومعه يكونون همْ المسؤولون عن أهداف حركاتهم وأقوالهم وأفعالهم ، ولا تكون تلك الأُمور منسوبة إلى الحكمة الإلهيَّة بأيِّ حال.
إلاَّ أنَّني أعتبر ذلك خطأ لا يُغتفر ، بلْ لا بُدَّ في النظر إليهم كقادة ، مِن أخذ كلِّ الأُصول الدينيَّة والعقائد الصحيحة بنظر الاعتبار. وقد ثبت أنَّهم معصومون مُسدَّدون مِن قِبَل الله سبحانه ، فالسؤال عن الحكمة لا بُدَّ وأنْ يكون راجعاً إلى الحكمة الإلهيَّة ، لا إلى آرائهم الشخصيَّة مَهما كانت مُهمَّة.
وأوضح دليل على ذلك : هو أنَّنا إذا اعتبرناهم قادة دنيويِّين ؛ فإنَّنا ينبغي أنْ نعترف بفشهلم في كثير مِن المُهمَّات التي قاموا بها فعلاً ؛ وتكون كثير مِن أفعالهم خالية مِن الحكمة والمصلحة ، بلْ تكون واضحة الفشل مِن الناحية الدنيويَّة. فمثلاً أنَّ الأمام الحسين عليهالسلام قد خرج إلى الكوفة وبالتالي إلى كربلاء ، وهو يعلم أنَّه سوف يموت ، وأنَّ عائلته سوف تُسبى ، وليس الأمر مُنحصراً به ، بلْ يعلم بذلك عدد مُهمٌّ مِن الناس ؛ ومِن هنا نصحه المُتعدِّدون أنْ