الخضراء ذي لهجة أصدق مِن أبي ذَرٍّ) (١) ، وما ورد مِن أنَّ حذيفة (٢) وميثم التَّمار (٣) وحبيب بن مُظاهر كان لديهم علوم خاصَّة ، قد نُسمِّيها :
__________________
= فقال : أنا سلمان ابن الإسلام. أصله مِن فارس مِن رام هرمز. وقيل : إنَّه مِن جَيّ وهي مدينة أصفهان. وكان اسمه قبل الإسلام مابه بن بوذ خشان بن مورسلان بن بهبوذان بن فيروز بن سهرك ، مِن ولد آب الملك ، وقد قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنَّ الجنَّة تشتاق إلى ثلاثة : عليٌّ ، وعمار ، وسلمان».
وكان سلمان مِن خيار الصحابة وزُهَّادهم وفضلائهم وذوي القُرب مِن رسول الله.
قالت عائشة : كان لسلمان مجلس مِن رسول الله صلىاللهعليهوآله بالليل حتَّى كاد يغلبنا على رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وسُئل عليٌّ عليهمالسلام عن سلمان فقال : «عُلِّم العلم الأوَّل والعلم الآخر ، وهو بحر لا يُنزَف ، وهو منَّا أهل البيت».
وكان عطاؤه خمسة آلاف ، فإذا خرج عطاؤه فرَّقه وأكل مِن كسب يده ، وكان يسفُّ الخوص.
وهو الذي أشار على رسول الله صلىاللهعليهوآله بحفر الخندق لمَّا جاءت الأحزاب ، فلمَّا أمر رسول الله بحفره احتجَّ المُهاجرون والأنصار في سلمان ، وكان رجلاً قويَّاً. فقال المهاجرون : سلمان منَّا. وقال الأنصار : سلمان منَّا. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله «سلمان منا أهل البيت».
توفِّي سنة ٣٥ هـ آخر خلافة عثمان ، وقيل : أوَّل سنة ٣٦ هـ. وقيل : توفِّي في خلافة عمر. والأوَّل أكثر.
قال العباس بن يزيد : قال أهل العلم عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة. وقال أبو نعيم : كان سلمان مِن المُعمِّرين ، يُقال : إنَّه أدرك عيسى بن مريم وقرأ الكتابين. أُسد الغابة ج ٢ ص ٣٢٨.
(١) أُسد الغابة لابن الأثير ج ١ ص ٣٠١ ـ الكُنى والألقاب ج ١ ص ٧٤.
وأبو ذرِّ الغفاري هو جندب بن جنادة. وقيل : ندب بن السكن مهادري. أحد الأركان الأربعة ، روي عن الإمام الباقر عليهالسلام : «إنَّه لم يرتدَّ». مات في زمن عثمان بالرَّبذة سنة ٣١ أو ٣٢ هـ بعد ما نُفي هناك. له خُطبة يشرح فيها الأُمور بعد النبي. وقال فيه النبي : «ما أضلَّت الخضراء ولا أقلَّت الغبراء على ذي لَهجة أصدق مِن أبي ذرٍّ» الكُنى والألقاب ج ١ ص ٧٤.
(٢) حذيفة بن اليمان ، وهو حذيفة بن الحسل ، ويقال : حسبل بن جابر بن عمرو ... بن عبد الله العبسي واليمان لقب حسل بن جابر ، هاجر إلى النبي صلىاللهعليهوآله فخيَّره بين الهدرة والنُّصرة فاختار النُّصرة ، وشهد مع النبي أُحْد ، وقُتِل أبوه بها ويذكر عند اسمه. وحذيفة صاحب سرِّ رسول الله صلىاللهعليهوآله في المنافقين لم يعلمهم أحد إلاَّ حذيفة ، أعلمه بهم رسول الله صلىاللهعليهوآله وسأله عمر أفي عُمَّالي أحد مِن المُنافقين قال : نعم. وكان عمر إذا مات ميِّت يسأل عن حذيفة فإنْ حضر الصلاة عليه صلَّى عليه عمر ، وإنْ لم يحضر حذيفة الصلاة لم يحضر عمر. وشهد حذيفة الحرب في نهاوند ، فلما قُتِل النعمان بن مقرن أمير ذلك الجيش أخذ الراية ، وكان فتح هندان والري والدينور على يده ، وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين وتزوَّج فيها. وأرسله رسول الله صلىاللهعليهوآله ليلة الأحزاب سريَّة ليأتيه بخبر الكفَّار. وكان موته بعد قتل عثمان بأربعين ليلة سنة ٣٦ هـ. أُسد الغابة ج ١ ص ٣٩.