له ، وليس مِن أهداف الحكمة الإلهيَّة في حركته ؛ فإنَّ الحكمة الإلهيَّة وإنْ كانت تُريد امتثاله وطاعته (سلام الله عليه) ، إلاَّ أنَّ هذا مِمَّا يعود إليه لا أنَّه يعود على غيره ، والأهداف التي نتحدَّث عنها إنَّما هي الأهداف التي تعود إلى غيره بالنفع. مِمَّا قلنا : إنَّه مِن أهداف الحكمة الإلهيَّة مِن حركته ـ في حدود ما نستطيع تعقُّله ـ إلاَّ أنَّنا قلنا ـ في نفس الوقت ـ : إنَّ الطموح غير خاصٍّ بالأهداف العامَّة ، بلْ تشمل الأهداف الخاصَّة أيضاً. مُضافاً إلى إمكان أنْ يُقال بكلِّ تأكيد ـ أيضاً ـ : إنَّ عدم انتفاع الآخرين مِن هذا الهدف غير صحيح إطلاقاً ، لا في الدنيا ولا في الآخرة. أمَّا في الدنيا ؛ فلما سنذكره مِن الأهداف الآتية : مِن أنَّ حركته أوجبت هداية الناس ، وتعريفهم أهميَّة الدين ، ولزوم التضحية له عند الحاجة بالنفس والأهل والمال والوُلِد ، وأنَّ طاعة الله سبحانه لازمة على كلِّ حال. وأمَّا في الآخرة ؛ فلأنَّه عليهالسلام أصبح واسع الشفاعة يوم القيامة ، أكثر مِن أيِّ واحد مِن المعصومين الآخرين (سلام الله عليهم). كما ثبت في محلِّه ، ووردت عليه بعض النصوص (١) ، ولم يكن لينال هذه المنزلة لولا تلك المقامات والدرجات التي حصلت له بالشهادة نفسها.
إذاً ؛ فالأمر كما يعود إليه يعود إلى غيره ، والرحمة الإلهيَّة عامَّة للجميع.
الهدف الثالث : الذي قد يخطر في بعض الأذهان لحركة الحسين عليهالسلام هو الانتصار العسكري المُباشر ، أو قلْ : إزالة الحُكم الأُموي فوريَّاً. وهذا مِمَّا سبق أنْ أشرنا إلى نفيه خلال حديثنا عن الشروط السابقة (٢) ، ولكنَّنا نذكره الآن لأنَّ عدداً مِن الناس بما فيهم بعض المُفكِّرين قد يتصوَّرونه. وقد يُستدلُّ عليه بما ورد مِن أنَّه قيل لمسلم بن عقيل (سلام الله عليه) حين تألَّب عليه الأعداء في الكوفة : إنَّ الذي يطلب ما تطلب لا يبكي إذا نزل به ما
__________________
(١) الخصائص الحسينيَّة للتُّستري ص ١٤ (ط) ـ والبحار للمجسي ج ٩٨ ص ١٦ (ط)
(٢) الشرط الثالث مِن باب حدود أهداف الحسين فراجع.