مسألة أخرى
فإن قالوا : فما تصنعون في الخبر المروي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال لأصحابه : «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر» (١)؟
أليس هذا نص منه على إمامتهما ، وإيجاب على الأمة جميعا فرض طاعتهما ، وفي ذلك أدل دليل على طهارتهما وصوابهما فيما صنعاه من التقدم على أمير المؤمنين ، وصحة خلافتهما؟!
جواب
قيل لهم : هذا حديث موضوع ، والخلل في سنده مشهور ، والتناقض في معناه ظاهر ، وحاله في متضمنه لائحة للمعتبر الناظر.
فأما خلل إسناده : فإنه معزى إلى عبد الملك بن عمير (٢) ، عن
__________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ٥ : ٣٨٢ و ٣٨٥ و ٣٩٩ و ٤٠٢ ، سنن ابن ماجة ١ : ٣٧ / ٩٧ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٠٩ / ٣٦٦٢ ، مستدرك الحاكم ٣ : ٧٥. مصابيح السنة ٤ : ١٦٢ / ٤٧٤٢ و ٢١٨ / ٤٨٨٩.
(٢) قال الشيخ الطوسي في تلخيص الشافي ٣ : ٣٣ : كان فاسقا جريئا على الله ، وهو الذي قتل عبد الله بن يقطر رسول الحسين بن علي إلى مسلم بن عقيل .. وكان مروانيا.