ناقض لأمره في ذلك وعادل عنه هذان الرجلان ، فأراد عليهالسلام تأكيد الحجة عليهما ، بتخصيصهما بالأمر باتباع الكتاب. والعترة بعد عمومها به ، ودخولهما في جملة المخاطبين من سائر الناس ، فناداهما على التخصيص لما قدمناه من التوكيد في الحجة عليهما ، فقال : «اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر» وكانا هما المناديين بالاتباع دون أن يكون النداء إليهما على ما شرحناه.
وليس بمنكر أن يبتدئ بالأمر بلفظ الجمع لاثنين ، أو بلفظ الاثنين للجمع اتساعا ، كما يعبر عن الواحد وليس فيه من معاني الجمع قليل ولا كثير بلفظ الاثنين أو الجمع ، قال الله عز وجل : (هذان خصمان اختصموا في ربهم) (١).
وقال (وهل أتاك نبؤا الخصم إذ تسوروا المحراب ـ إلى قوله ـ خصمان بغى بعضنا على بعض) (٢).
وإذا كان الأمر على ما وصفناه فقد سقط ما تعلق به الناصبة من الحديث ، ولم يبق فيه شبهة ، والحمد لله.
__________________
أجلة الصحابة ، رواه في صحيح مسلم ٤ : ١٨٨٣ / ٣٦ و ٣٧ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٦٢ / ٣٧٨٦ و ٦٦٣ / ٣٧٨٨ ، سنن الدارمي ٢ : ٤٣١ ، سنن البيهقي ٢ : ١٤٨ و ٧ : ٣٠ و ١٠ : ١١٤ ، مسند أحمد ٣ : ١٤ و ١٧ و ٢٦ و ٥٩ و ٤ : ٣٦٦ و ٣٧١ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٠٩ و ١٤٨.
(١) سورة الحج ٢٢ : ١٩.
(٢) سوره ص ٣٨ : ٢١ ، ٢٢.