النبي صلىاللهعليهوآله دون سائر الناس ، فعلى أي وجه تقدم عليه أبو بكر وعمر وعثمان ، وادعوا الإمامة دونه ، وأظهروا أنهم أحق بها على كل حال؟
قيل له : لقد كان ذلك على وجه الدفع له عليهالسلام عن حقه ، والخلاف عليه في مستحقه ، وليس ذلك بمستحيل ممن ارتفعت عنه العصمة ، وإن كان في ظاهر الأمر على أحسن الصفات.
فإن قال : فكيف يجوز ذلك ممن سميناه ، وهم وجوه أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله والمهاجرين والسابقين إلى الإسلام؟
قيل له : أما وجوه الصحابة ورؤساء المهاجرين وأعيان السابقين إلى الإيمان بواضح الدليل وبين البرهان فهو أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب أخو رسول الله صلىاللهعليهوآله ووزيره وناصره ووصيه وسيد الأوصياء ، وعم رسول الله صلىاللهعليهوآله حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء رضوان الله عليهم ، وابن عم رسول الله صلىاللهعليهوآله جعفر بن أبي طالب الطيار مع الملائكة في الجنان رضياللهعنه ، وابن عم رسول الله صلىاللهعليهوآله أيضا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب رضياللهعنه ، الذين سبقوا من سميت إلى الإيمان ، وخرجوا في مواساة النبي صلىاللهعليهوآله عن الديار والأوطان ، وأثنى الله عليهم في محكم القرآن ، وأبلوا دون أصحابه (١) في الجهاد وبارزوا الأقران ، وكافحوا الشجعان ، وقتلوا الأبطال ، وأقاموا عمود الدين وشيدوا الإسلام.
__________________
(١) في أ : أصحابك.