فصل آخر
ويمكن أيضا مما ذكرناه من أمر طلحة والزبير وقتالهما لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وهما عند المخالفين من السابقين (١) الأولين ، ويضم إليه ما كان من سعد بن عبادة ، وهو سيد الأنصار ومن السابقين الأولين ، ونقباء رسول الله صلىاللهعليهوآله في السقيفة ، ترشح (٢) للخلافة ، ودعا أصحابه إليه ، وما راموه من البيعة له على الإمامة حتى غلبهم المهاجرون على الأمر ، فلم يزل مخالفا لأبي بكر وعمر ، ممتنعا عن بيعتهما في أهل بيته وولده وأشياعه إلى أن قتل بالشام على خلافهما ومباينتهما (٣).
وإذا جاز من بعض السابقين دفع الحق في الإمامة ، واعتقاد الباطل فيها ، وجاز من بعضهم استحلال الدم على الضلال ، والخروج من الدنيا على غير توبة ظاهرة للأنام ، فما تنكر من وقوع مثل ذلك من المتقدمين على أمير المؤمنين عليهالسلام ـ وإن كانوا من السابقين الأولين (٤) ـ وما الذي يعصمهم مما وقع من شركائهم في السبق والهجرة وغير ذلك مما تعدونه لهم في الصفات ، وهذا مما لا سبيل إلى دفعه.
__________________
(١) في ب ، ح ، م : التابعين.
(٢) في ب : توشحه.
(٣) أنظر تفصيل ذلك في : الكامل في التاريخ ٢ : ٣٣١ ، الطبقات الكبرى ٣ : ٦١٦ ، أسد الغابة ٢ : ٢٨٤.
(٤) (وإن .. الأولين) ليس في ب ، ح ، م.