ظاهر الآية شهادة ، وهذا ما لا يرتكبه عاقل ، له معرفة بأدنى معرفة أهل اللسان.
ومنه قوله في ذكر الآيات للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ودلائله ، وقول بحيراء الراهب فيه ، وذلك أن أبا طالب رضي الله عنه لما أراد الخروج إلى الشام ترك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إشفاقا عليه ، ولم يعمل على استصحابه ، فلما ركب أبو طالب رضي الله تعالى عنه بلغه ذلك ، فتعلق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالناقة وبكى ، وناشده الله في إخراجه معه ، فرق له أبو طالب وأجابه إلى استصحابه.
فلما خرج معه أظلته الغمامة ، ولقيه بحيراء الراهب فأخبره بنبوته ، وذكر لهم (٢١ البشارة في الكتب الأولى ، فقال أبو طالب رضي الله تعالى عنه :
[إن الأمين محمدا في قومه |
|
عندي يفوق منازل الأولاد (٢) |
لما تعلق بالزمام ضممته (٣) |
|
والعيس قد قلصن بالأزواد (٤) |
__________________
(١) في «ط» : له.
(٢) في السيرة وتاريخ ابن عساكر :
إن ابن آمنة النبي محمدا |
|
عندي بمثل منازل الأولاد |
(٣) في السيرة وتاريخ ابن عساكر : رحمته.
(٤) العيس : الإبل البيض. يخالط بياضها شئ من الشقرة ويقال : هي كرائم الإبل. «الصحاح ـ عيس ـ ٣ : ٩٥٤».
وقلصن : ارتفعن وذهبن ، والتشديد للمبالغة «أنظر لسان العرب ـ قلص ـ ٧ : ٨٠».