قال الشيخ : إن الضمانة التي تركها رسول اللهصلىاللهعليهوآله لتمنع الاُمة من الاختلاف قولهصلىاللهعليهوآله : إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وسنتي (١).
قلت : لقد ذكرت قبل قليل ، في معرض كلامك قد يكون هناك حديث لا أصل له ، أي غير مذكور في كتب الحديث.
قال : نعم.
قلت له : هذا الحديث لا أصل له في الصحاح الستة ، فكيف تقول به ، وأنت رجل محدّث؟
... هنا ، شبت ناره ، وأخذ يصرخ قائلاً : ماذا تقصد ، هل تريد أن تضعّف هذا الحديث.
تعجبت من هذه الطريقة ، وعن سبب هيجانه مع أنني لم أقل شيئاً.
فقلت : مهلاً ، إنَّ سؤالي واحد ومحدد ، هل يوجد هذا الحديث في الصحاح الستة؟
قال : الصحاح ليست ستة ، وكتب الحديث كثيرة ، وإن هذا الحديث يوجد في كتاب الموطأ للإمام مالك (٢).
قلت ـ متوجها إلى الحضور ـ : حسناً ، قد اعترف الشيخ أن هذا الحديث ، لا وجود له في الصحاح الستة ، ويوجد في موطأ مالك ..
فقاطعني ـ بلهجة شديدة ـ قائلاً : شو ، الموطأ مو كتاب حديث؟
__________________
١ ـ كنز العمال : ج ١ ص ١٨٦ ح ٩٤٨.
٢ ـ الموطأ لمالك بن أنس : ج ٢ ص ٨٩٩ ح ٣ ( كتاب القدر ) وإليك نص الحديث كما جاء في الموطأ ، قال : وحدثني عن مالك ، أنّهُ بلغه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مَسَكتُمْ بهما : كتاب الله وسنّة نبيه.