عند الله ، وقال : يا محمّد! هنيئاً ما وهب لك في أخيك ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : وما ذاك يا جبرئيل؟ قال : أمر الله أمّتك بموالاته إلى يوم القيامة ، وأنزل عليك ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ) ... إلى آخر الآية (١).
فيكون معنى الآية بعد ذلك : إنما وليُّكم الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي بن أبي طالب عليهالسلام. ولا يستشكل أحد ، كيف خاطب الله الفرد بصيغة الجمع؟ لأنه أمر جائز في لغة العرب ، وهو ضرب من ضروب التعظيم ، والشواهد على ذلك كثيرة ، كقوله تعالى : ( الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء ) (٢). فالقائل هو حيي بن أخطب ، وقوله تعالى : ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ) (٣) ، وهذه الآية نزلت في رجل من المنافقين ، إما في الجلاس بن سويد ، أو نبتل بن الحرث ، أو عتاب بن قشيرة (٤).
ولا يستشكل أيضاً بأنّ معنى الوليّ هو المحبُّ والناصر ، وإنما هو الأولى بالتصرُّف ، والذي يدلُّ على ذلك هو أن الله تعالى نفى أن يكون لنا وليٌّ غيره وغير رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وغير ( وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) بلفظة ( إِنَّمَا ) ، ولو كان المقصود الموالاة في الدين ما خصّ بها المذكورين ، لأن الموالاة في الدين عامة للمؤمنين جميعاً ، قال تعالى :
__________________
١ ـ شواهد التنزيل ، الحاكم الحسكاني : ١/٢٢٩ ـ ٢٣١ ح ٢٣٥ ، نظم درر السمطين ، الزرندي الحنفي : ٨٧.
٢ ـ سورة آل عمران ، الآية : ١٨١.
٣ ـ سورة التوبة ، الآية : ٦١.
٤ ـ تفسير الطبري : ٨/١٩٨.