صلبه إلى يوم القيامة ... (١).
وبعدما بلَّغ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولاية علي عليهالسلام التي لو لاها لم يكتمل الدين ، كما هو واضح من منطوق الآية : ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) أمَّا مفهومها ( إذا بلغت أكملت الرساله ) ومن هنا نزل قوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) (٢) فإكمال الدين وإتمام النعمة بولاية عليٍّ عليهالسلام (٣).
هذه الآية تلخِّص ما أوضحناه بأن استمراريّة الرسالة منوطة بطاعة الله ورسوله وطاعة أولي الأمر من بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونجد هنا أن مفهوم الولاية وكأنه ثابت في فطرة الإنسان ، ولذلك تتَّكي الآية عليه لإثبات حكم آخر ، وهو الملاك والمناط الذي من خلاله نتعرَّف على وليِّ الأمر ، وهو العصمة.
__________________
١ ـ راجع : الغدير ، الأميني : ١/٢١٤ ـ ٢١٥ ، روضة الواعظين ، الفتال النيسابوري : ٩٢ ـ ٩٣.
٢ ـ سورة المائدة ، الآية : ٣ ، وقد صرَّح بنزول هذه الآية في علي عليهالسلام كثيرٌ من المحدِّثين ، وذكر منهم الأميني في كتابه الغدير : ١/٢٣٠ ـ ٢٣٧ ستة عشر مصدراً ، فراجع.
٣ ـ روى ابن عساكر ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة قال : لمَّا أخذ رسول الله 6 بيد علي بن أبي طالب فقال : ألست وليَّ المؤمنين؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : فأخذ بيد علي بن أبي طالب ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال له عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، قال : فأنزل الله عزَّوجلَّ : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) قال أبو هريرة : وهو يوم غدير خم ، من صام ثماني عشرة من ذي الحجّة كتب الله له صيام ستين شهراً ـ تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : ٤٢/٢٣٣.
٤ ـ سورة النساء ، الآية : ٥٩.