قلت : الشيعة عندنا هم أشدّ على الإسلام من اليهود والنصارى ، لأنّ هؤلاء يعبدون الله ويؤمنون برسالة موسى عليهالسلام ، بينما نسمع عن الشيعة أنّهم يعبدون عليّاً ويقدّسونه ، ومنهم فرقة يعبدون الله ولكنهم ينزلون عليّاً بمنزلة رسول الله ، ورويت قصّة جبريل كيف أنّه خان الأمانة حسب ما يقولون ، وبدلا من أداء الرسالة إلى علي عليهالسلام ، أدّاها إلى محمد صلىاللهعليهوآله (١).
__________________
١ ـ هذه الفرية على ما يبدو إنها ظهرت من قبل أكثر من ألف سنة ، فقد نسبها إلينا كلٌ من ابن عبد ربه الأندلسي ( ت ٣٢٨ هـ ) في العقد الفريد : ج ٢ ص ٢٥٠ ، بلا تورع ولا تثبت فيما ينقل عن الشيعة الإمامية ، وأبو القاسم النيسابوري ( ت ٤٠٦ هـ ) في كتابه عقلاء المجانين ص ١٨٤ ح ٣٢٢ بسنده عن بكار بن علي عن أبي سعيد الضبعي ، الذي يزعم أن الشيعة تقول : إن الله بعث جبرئيل إلى علي عليهالسلام فغلط فأتى محمداً صلىاللهعليهوآله !! وتكفي شهادة راوي الحديث ـ بكار بن علي ـ في المروي عنه ـ وهو أبو سعيد الضبعي ـ أنه قد خولط في عقله. هذا في نفس الكتاب المطبوع في بيروت نشر دار النفائس تحقيق الدكتور عمر الأسعد ، أما في الكتاب المطبوع في القاهرة نشر مكتبة إبن سينا تحقيق مصطفى عاشور ص ١١٩ ـ ١٢٠ فقد حذفت منه شهادة الراوي في المروي عنه ( إنه قد خولط في عقله ) ولا أدري كيف حذفت منه ، أهو من أجل دفع شبهة الجنون عن الراوي لتزكيته لتثبيت التهمة ، أو لخطاء من الناسخ أو غيرهما الله العالم راجع تعلم ، كما ذكر هذه الفرية أيضاً ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج ١٠ ص ١٣ إلا أنه لم ينسبها إلى فئة معينة ، قال : وادعوا فيه ـ أي الإمام علي عليهالسلام ـ انه كان الرسول 9 ولكن الملك غلط فيه.
وبسبب هؤلاء غير المتثبتين الذين ألصقوا هذه الفرية على الشيعة الإمامية انطوت على أولئك الذي لا يتورعون عن بث الفرقة والخلاف في أوساط المسلمين ، وراحوا يبثونها ما وجدوا إليها من سبيل حتى عولَ عليها مَنْ لا تثبت عنده ، ولم يسأل نفسه عن مصدرها وحقيقتها ، فهل وجدت هذه الفرية في كتاب من كتب الشيعة مثبتة ، أو سمع أحداً منهم تفوه بها ولو كان شاذاً ، والعجب كل العجب من بعض الكتاب الذي يعيشون في عصر الثقافة والعلم ، أمثال الشرقاوي الذي انطوت عليه مثل هذه الأكذوبة التي لا أصل لها ، فقد ذكر في مقال كتبه عن ( زيد الشهيد ) نشرته جريدة الأهرام بتاريخ ٤ / ٨ / ١٩٧٨ م ، ص ١٠ ، قال فيه : وفي العراق جماعات مختلفة متطرفة من شيعة آل بيته ، اضطرهم جور الحكام