أطرق« السيد » رأسه هنيئة ، ثم نظر إليّ وقال : نحن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم، وما عليُّعليهالسلامإلاّ عبد من عبيد الله ، والتفت إلى بقية الجالسين قائـلا ومشيراً إليّ : انظروا إلى هؤلاء الأبرياء كيف تغلّطهم الإشاعات الكاذبة ، وهذا ليس بغريب فقد سمعت أكثر من ذلك من أشخاص آخرين ، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم ، ثم التفت إليَّ وقال : هل قرأت القرآن؟
قلت : حفظت نصفه ولم أتخطّ العاشرة من عمري.
قال : هل تعرف أنّ كلّ الفرق الإسلامية على اختلاف مذاهبها متفقة على القرآن الكريم ، فالقرآن الموجود عندنا هو نفسه موجود عندكم.
قلت : نعم هذا أعرفه.
قال: إذاً ، ألم تقرأ قول الله سبحانه وتعالى: ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قِد خَلَت مِن
__________________
وظلمهم لآل البيت عليهمالسلام إلى المبالغة والتطرف والتفوا حوله ، منهم جماعة تدعي أن الوصي كان سينزل على الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ولكنه أخطأ. انتهى.
ولنا أن نحاسب الشرقاوي في ما كتبه ، فمن أين جاء بهذه المعلومة فهل سمع من هؤلاء الجماعة التي تزعم ذلك بنفسه أم تلقفها من الأبواق المأجورة ، ومن هؤلاء أيضاً عبد الرحمن الجزيري في كتابه الفقه على المذاهب الأربعة : ج ٤ ص ٧٥ ، في باب النكاح في مبحث الكفاءة ، حيث يقول في صدد استعراض من يختلف مع المسلمين بالدين ، قال :
المخالفون للمسلمين في العقيدة ثلاثة أنواع : الأول ، الذين لا كتاب لهم سماوي ، ولا شبهة كتاب ، إلى أن قال : ويُلحق بهؤلاء المرتدون الذين ينكرون المعلوم من الدين الإسلامي بالضرورة ، كالرافضة الذين يعتقدون أن جبرئيل غلط في الوحي ، فأوحى إلى محمد مع أن الله أمره بالإيحاء إلى علي عليهالسلام ... إلى آخر كلامه الذي سوف يحاسب عليه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، وبعد هذا كله هل تجد مسوغاً لأمثال هؤلاء الذين لا يتورعون عن الإفتراء على أمة بكاملها ، ولم يحاسبوا أنفسهم ، ولم يكلفوها عناء البحث والتحقيق والتثبت؟!