الظاهر ، وهو موضع اللبنة الفضة ، وهو ظاهره ، وما يتبعه فيه من الأحكام.
كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه ، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه ، فلا بد أن يراه هكذا ، وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن ، فإنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك ، الذي يوحي به إلى الرسول ..
فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شيء.
فكل نبي من لدن آدم إلى آخر نبي ، ما منهم أحد يأخذ إلا من مشكاة خاتم النبيين ، وإن تأخر وجود طينته ، فإنه بحقيقته موجود ، وهو قوله صلى الله عليه [وآله] وسلم : كنت نبياً وآدم بين الماء والطين. وغيره من الأنبياء ما كان نبياً إلا حين بعث ..
وكذلك خاتم الأولياء كان ولياً وآدم بين الماء والطين ، وغيره من الأولياء ما كان ولياً إلا بعد تحصيله شرائط الولاية الخ ..» (١).
٢ ـ وبعد أن ذكر انقطاع نبوة التشريع ، قال :
«إلا أن الله لطف بعباده ، فأبقى لهم النبوة العامة التي لا تشريع فيها ، وأبقى لهم التشريع في الاجتهاد في ثبوت الأحكام ، وأبقى لهم الوراثة في التشريع ، فقال : العلماء ورثة الأنبياء ، وما ثم ميراث في ذلك إلا فيما اجتهدوا فيه من الأحكام فشرعوه ..
فإذا رأيت النبي يتكلم بكلام خارج عن التشريع ، فمن حيث هو ولي وعارف. ولهذا مقامه من حيث هو عالم أتم وأكمل من حيث هو رسول ، أو ذو تشريع وشرع.
فإذا سمعت أحداً من أهل الله يقول ، أو ينقل إليك عنه أنه قال : الولاية
__________________
(١) فصوص الحكم ص ٦٢ و ٦٣ و ٦٤.