وكتابه المخطوط (نقد التاريخ في مسائل ست). واُسلوب الكتابة في عصره كان يعتمد السجع ، والاحتفال بالزخرفة اللفظية ، وشحن التراكيب بما يثقل كاهل العبارة من رموز وإشارات وأَشياء اُخرى يجفوها البيان العربي الحديث. هذه أشياء خلا منها اُسلوبه ، واعتمد على (الإستنباط) والفهم الجيد ؛ لذلك قامت مؤلفاته على الأصالة في الفكرة ، والاسترسال في سرد الحقائق وعرض المعاني ، وتراه يستدرجك إلى الرضا بالمسألة الخطيرة التي يثيرها ، وقد حفل هذا الكتاب (مقتل الحسين) بمثل هذه الامور. (والسيّد) حين يستمر في البحث والدراسة والفحص والمقارنة ، يقول : وعلى هذا نستفيد فقهاً أن ... الخ.
٧ ـ أول مؤلّفاته
إنّ شدّة حبّه لآل البيت (عليهم السّلام) تدفعه حين يقرأ الكتاب ، أنْ يلتقط منه تلك الأخبار والأحاديث التي تشير إلى شيء من اُمورهم ، أو شيء من اُمور مَن يناوئهم ، ثمّ هو يجمع هذه الشذرات في (رسالة) نقدر أن نقول عنها غير متكاملة ، وهي في عرف الباحثين (مادّة البحث الأولى). وكثيراً ما كان يهب هذه التي يجمعها إلى كلِّ مَن يُعنى ببحث ينفعه ، هذا الذي هيّأه لنفسه. وصل إلى علمه أن الخطيب الشاعر ، المرحوم الشيخ حسن سبتي قد نظم قصيدة مطولة بائية في أحوال المعصومين (عليهم السّلام) ، سمّاها (الكلم الطيب) ، أو (أنفع الزاد ليوم المعاد) فشرحها ، وجاء في صدر الشرح : (وهذا أول ما كتبته ، وبعدها كتبت أحوال زيد الشهيد) ، وفي آخر الشرح جاءت العبارة التالية : (قد كنت أرغب في اختصاره ، وعاقني عنه الشغل الكثير). وقد نذر نفسه إلى شرحها والتعليق عليها وبيان ما يحتاج إلى بيان ، لكنّه ـ رحمه الله ـ لم يحسبه في عداد مؤلفاته ؛ لأن الشرح لا يقوم على جهد أساسٍ منه ، فلذلك لم يحفل به.
لقد صدر له أول كتاب هو (زيد الشهيد) وألحق به رسالة في (تنزيه المختار الثقفي). والكتاب هو ترجمة لأحوال زيد ابن الإمام السجّاد (عليه السّلام). ولم يذكر في المقدمة دواعي التأليف. وفي أكبر ظني أنّ حبّه الأصيل لثورة الحسين (عليه السّلام) ؛ دفعه لأن يكتب عنه ، ويعرض الإطاحة بحكم الاُمويين الجائر ، ولتشابه كثير من المواقف بين ثورته وثورة أبي الشهداء (عليه السّلام). والكتاب يحفل بكثير