ابن العماد : أتى فيه بالموضوعات. ويقول ابن كثير : ردّ عليه ابن الجوزي فأجاد وأصاب. وفي كامل ابن الأثير ، وعليه المسعودي في مروج الذهب : أتى فيه بالعجائب (٣). وقال ابن رجب في طبقاته : صنّف ابن الجوزي في الردّ عليه كتاباً أسماه : الردّ على المتعصب العنيد ، المانع من لعن يزيد.
ومن الغريب ما أفتى به عبد الغني المقدسي ، حين سئل عن يزيد فقال : خلافته صحيحة ؛ لأن ستّين صحابياً بايعه ، منهم : ابن عمر. ومن لم يحبه لا ينكر عليه ؛ لأنه ليس من الصحابة ، وإنما يمنع من لعنه ؛ خوفاً من التسلق إلى أبيه ، وسداً لباب الفتنة (١)!!. وأغرب من هذا ، إنكار ابن حجر الهيثمي رضا يزيد بقتل الحسين (ع) ، أو أنه أمر به (٢) مع تواتر الخبر برضاه ، ولم ينكره إلا من أنكر ضوء الشمس!!.
قال ابن جرير والسيوطي : لما قُتل الحسين سُرَّ يزيد بمقتله ، وحسنت حال ابن زياد عنده ، ثم بعد ذلك ندم (٣). وقال الخوارزمي : قال يزيد للنعمان بن بشير : الحمد لله الذي قتل الحسين (٤). وقد احتفظوا بمنكراته كاحتفاظهم ببغي أبيه معاوية ، ومعاندته لقوانين صاحب الدعوة الإلهية ، أليس هو القائل لأبيه صخر لما أظهر الإسلام فرقاً من بوارق المسلمين :
يا صخر لا تسلمن طوعاً فتفضحنا |
|
بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا |
لا تركنن إلى أمر تقلِّدنا |
|
والراقصاتِ بنعمان به الحرقا (٥) |
فالموت أهون من قيل الصباة لنا |
|
خيل ابن هند عن العزّى كذا فرقا |
فان أبيت أبينا ما تريد ولا |
|
تدع عن اللات والعزّى اذا اعتنقا (٦) |
ويقول ابن أبي الحديد : طعن كثير من أصحابنا في دين معاوية ، وقالوا : إنه كان ملحداً لا يعتقد بالنبوة. ونقلوا عنه في فلتات كلامه ما يدل عليه (٧).
__________________
(١) طبقات الحنابلة ١ ص ٣٥٦
(٢) الفتاوى الحديثية ص ١٩٣.
(٣) تاريخ الطبري ٧ ص ١٩ ، تاريخ الخلفاء ١ ص ١٣٩ (أحوال يزيد).
(٤) مقتل الحسين للخوارزمي ٢ ص ٥٩.
(٥) تذكرة الخواص ص ١١٥ ط ابران.
(٦) التعجب للكراجكي ص ٣٩ ، ملحق بكنز الفوائد.
(٧) شرح نهج البلاغة ١ ص ٤٦٣ ط ١ ـ مصر.