فولاؤكم حسبي وإنّي عبدكم |
|
فخري وذخري أن تضق حلقاتها |
وإليكم شكواي من نفس غدت |
|
تقتادني للسّوء إماراتها |
وجرائم عبَّت بمهلك لجَّة |
|
ترمي لها بنفوسها غفلاتها |
وأنا الغريق بها فهل إلاّ بكم |
|
للنّفس يا سُفُن النّجاة نجاتها |
وعليكم يا رحمة الباري من التّ |
|
سليم ما سارت به صلواتها |
* * *
٢ ـ وقال أيضاً :
أقوت فهنَّ من الأنيس خلاء |
|
دمن محت آياتها الأنواء |
||||||
درست فغيّرها البلى فكأنَّما |
|
طارت بشمل أنيسها عنقاء |
||||||
يا دار مقريّة الضيوف بشاشة |
|
وقراي منك الوجد والبرحاء |
||||||
عبقت بتربك نفحة مسكيّة |
|
وسقت ثراك الديمة الوطفاء |
||||||
عهدي بربعك آنساً بك آهلا |
|
يعلوه منك البشر والسَّراء |
||||||
وثرى ربوعك للنّواظر أثمد |
|
والعقد حلي ضيائك الحصباء |
||||||
قد كان مجتمع الهوى واليوم في |
|
عرصاته تتفرَّق الأهواء |
||||||
أخنى عليه دهره والدهر لا |
|
يرجى له بذوي الوفاء وفاء |
||||||
أين الذين ببشرهم وبنشرهم |
|
يحيا الرجال وتأرج الأرجاء |
||||||
ضربوا بعرصة كربلا خيامهم |
|
فأطلَّ كرب فوقها وبلاء |
||||||
لله أيّ رزيّة في كربلا |
|
عظمت فهانت دونها الأرزاء |
||||||
يوم به سلّ ابن أحمد مرهفاً |
|
لفرنده بدجى الوغى لألاء |
||||||
وفدى شريعة جدِّه بعصابة |
|
تفدى وقلَّ من الوجود فداء |
||||||
صيد إذا ارتعد الكميّ مهابة |
|
ومشت إلى أكفائها الأكفاء |
||||||
وعلا الغبار فأظلمت لولا سنا |
|
جبهاتها وسيوفها الهيجاء |
||||||
عشت العيون فليس إلاّ الطعنة |
|
النجلا وإلاّ المقلة الخوصاء |
||||||
زحفوا إلى ورد المنون تشوّقاً |
|
حتّى كأنَّ مماتها الأحياء |
||||||
عبست وجوه عداهم فتبسّموا |
|
فرحاً وأظلمت الوغى فأضاؤا |
||||||
فلها قراع السّمهري تسامر |
|
وصليل وقع المرهفات غناء |
||||||
بأبي لها من أنْ تشمَّ مذلَّة |
|
أنف أشمّ وهمَّة قعساء |
||||||