من نحو الفرات ، وكان مسلم بن عوسجة في الميسرة ، فاضطربوا ساعة فصُرع مسلم وبقي به رمق ، وانصرف عمرو بن الحجّاج وأصحابه ، وانقطعت الغبرة فإذا مسلم صريع ، فمشى إليه الحسين (ع) ومعه حبيب بن مظاهر فقال الحسين (ع) : رحمك الله يا مسلم ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ودنا منه حبيب فقال : عزّ عليّ مصرعك يا مسلم ، أبشر بالجنّة. فقال له مسلم قولاً ضعيفاً : بشّرك الله بخير. ثمّ قال له حبيب : لولا أنّي أعلم أنّي في الأثر من ساعتي هذه لأحببتُ أنْ توصيني بكلِّ ما أهمّك. فقال له مسلم : فإنّي اُوصيك بهذا ـ وأشار إلى الحسين (ع) ـ فقاتِل دونه حتّى تموت. فقال له حبيب : لأنعمنّك عيناً. ثمّ مات رضوان الله عليه.
صَالُوا وجالُوا وأدَّوا حقَّ سيّدِهمْ |
|
في موقفٍ عقَّ فيه الوالدَ الوَلدُ |
وشاقَهمْ ثمرُ العُقبَى فأصبحَ في |
|
صدورِهمْ شجرُ الخطِّي يختَضدُ |