المجلس الأول
وُلد الحسين بن علي عليهماالسلام بالمدينة المنوّرة عام الخندق ، في شعبان يوم الخميس أو الثلاثاء لخمس أو ثلاث خلون منه ، وقيل في آخر ربيع الأول ، وقيل لخمس خلون من جمادى الاُولى سنة ثلاث أو أربع من الهجرة. حملت به اُمّه الزهراء صلوات الله عليها بعد ولادة أخيه الحسن (ع) بخمسين ليلة ، فلم يكن بينهما سوى هذه المدّة ومدّة الحمل.
وروى مولانا الإمام جعفر بن محمّد الصادق عن أبيه عليهماالسلام : «أنّه لم يكن بينهما إلاّ طهر واحد». وكانت مدّة حمله ستّة أشهر. فلمّا وُلِد جاءت به اُمّه فاطمة عليهاالسلام إلى جدّه رسول الله (ص) فاستبشر به ، وأذّن في اُذنه اليمنى وأقام في اليسرى ، وعقّ عنه كبشاً يوم السّابع ، وسمّاه حسيناً ، وأمر اُمّه أنْ تحلق رأسه وتتصدّق بزنة شعره فضّة كما فعلت بأخيه الحسن (ع) ، فامتثلت ما أمرها به.
وقُتل (ع) شهيداً بكربلاء من أرض العراق يوم الجمعة أو السبت أو الاثنين عاشر المحرّم سنة إحدى وستين من الهجرة ، وعمره الشريف خمس وخمسون ، أو ست وخمسون سنة وخمسة أشهر وخمسة أيّام ، أو سبعة أيّام ، أو أكثر من ذلك بأشهر وأيام على اختلاف الروايات والأقوال المتقدّمة (١). عاش منها مع جدّه رسول الله (ص) ست سنين أو سبع سنين وشهوراً ، ومع أبيه أمير المؤمنين (ع) بعد وفاة رسول الله (ص) ثلاثين سنة إلاّ أشهراً ، ومع أخيه الحسن (ع) بعد وفاة أبيه نحو عشر سنين ، وبعد وفاة
____________________
(١) قيل : إنّ عمرَه الشريف سبع وخمسون سنة ، وكأنّه مبني على نوع من التسامح ، بعد السّنة الناقصة سنة كاملة. ومن الغريب قول الشيخ المفيد عليه الرحمة : أنّ عُمرَه الشريف ثمان وخمسون سنة مع ذكره أنّ مولده لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، وشهادته عاشر المحرّم سنة إحدى وستّين ، فإنّ عمره من هذا يكون ستاً وخمسين سنة وخمسة أشهر وخمسة أيام.