المجلس السّبعون
لمّا قُتل الحسين (ع) ، أقبل القوم على سلبه ، فأخذ قميصه إسحاق بن حوية الحضرمي ، ووُجد في قميصه (ع) مئة وبضع عشرة ما بين رمية وطعنة وضربة ، وقيل : وُجد في ثيابه مئة وعشرون رمية بسهم ، وفي جسده الشريف ثلاث وثلاثون طعنة برمح وأربع وثلاثون ضربة بسيف. وعن الإمام الصادق (ع) : «أنّه وُجد بالحسين (ع) ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة». وعن الإمام الباقر (ع) : «أنّه وُجد به ثلاثمئة وبضعة وعشرون جراحة». وفي رواية : ثلاثمئة وستّون جراحة. وأخذ سراويله بحر بن كعب التميمي ، وأخذ ثوبه أخ لإسحاق بن حوية ، وأخذ قطيفة له كانت من خز قيس بن الأشعث بن قيس ، وأخذ عمامته الأخنس ، وأخذ بُرنسه مالك بن النّسر وكان من خز ، فلمّا قدم على أهله أخذ يغسل عنه الدّم ، فقالت له امرأته : أسلب ابن رسول الله تُدخل بيتي؟! اخرجه عنّي. وأخذ نعليه الأسود بن خالد ، وأخذ درعه البتراء عمر بن سعد ، فلمّا قُتل عمر أعطاها المختار لقاتله ، وأخذ سيفه الفلافس النّهشلي ، وأخذ القوس الرجيل بن خيثمة الجعفي ، وأخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي ، ومال النّاس على الفراش والحلل والإبل فانتهبوها وانتهبوا رَحله وثقله وسلبوا نساءه.
وصِيحَ في رَحلهِ نَهباً وما تَركُوا |
|
على عقائلَ بيتِ الوَحي منْ حُجبِ |
لمْ يَسلبُوه الدّرعَ إلاّ بعدَما |
|
تركتْهُ أسهُمُ بَغيهِمْ كالقُنفذِ |