قال : «فهل عرفت هذه الآية : (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَى) قال : قد قرأت ذلك. فقال له علي (ع) : «فنحن القربى يا شيخ. فهل قرأت في سورة بني إسرائيل : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقّهُ) فقال : قد قرأت ذلك. فقال علي (ع) : «فنحن القربى يا شيخ. فهل قرأت الآية :(واعْلَمُوا أَنّمَا غَنِمْتُم مِن شَيْءٍ فَأَنّ للّهِِ خُمُسَهُ وَلِلرّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى) قال : نعم. فقال علي (ع) «فنحن القربى يا شيخ. ولكن هل قرأت : (إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال : قد قرأت ذلك. فقال علي (ع) : «فنحن أهل البيت الذين خصّنا الله بآية الطهارة يا شيخ». قال : فبقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلّم به ، وقال : بالله إنّكم هم؟ فقال علي بن الحسين عليهماالسلام : «تالله ، إنّا لنحن هم من غير شكّ وحقّ جدِّنا رسول الله (ص) إنّا لنحن هم». فبكى الشيخ ورمى عمامته ثمّ رفع رأسه إلى السّماء وقال : اللهمَّ ، إنّي أبرأ إليك من عدوّ آل محمّد. ثمّ قال : هل لي من توبة؟ فقال (ع) له : «نعم ، إنْ تبتَ تاب الله عليك وأنت معنا». فقال : إنّي تائب. فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ فأمر به فقُتل.
وأجلُّ يومٍ بعد يومِكَ حلَّ في الْإسلامِ |
|
منهُ يشيبُ كلُّ جَنينِ |
يومٌ سَرتْ أسرَى كما شاءَ العِدى |
|
فيهِ الفواطمُ من بني ياسينِ |
لا طابَ عيشُكَ يا زمانُ ولا جَرتْ |
|
أنهارُ مائِكَ للورَى بمعينِ |