المجلس الخامس
قال رسول الله (ص) : «إنّ الله تعالى جعل ذرّيّة كلِّ نبيٍّ من صلبه خاصّة ، وجعل ذرّيتي من صلب علي بن أبي طالب».
وقال الحسين (ع) لأصحاب ابن زياد يوم الطفّ : «ما لكم تناصرون علَيّ؟! أما والله ، لئن قتلتموني لتقتلنّ حجّة الله عليكم. لا والله ، ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبيٍّ أحتجّ به عليكم غيري».
وأجلس النبي (ص) الحسن (ع) على فخذه اليمنى والحسين (ع) على فخذه اليسرى ، وأجلس عليّاً وفاطمة عليهماالسلام بين يديه ، ثمّ لفّ عليهما كساءه أو ثوبه ، ثمّ قرأ (إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً). ثمّ قال : «هؤلاء أهل بيتي حقّاً». وقال النبي (ص) لعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع) : «أنا سِلم لمَن سالمتُم ، وحرب لمَن حاربتُم». ونظر (ص) إلى الحسن والحسين عليهماالسلام ، فقال : «مَن أحبّ هذين وأباهما واُمّهما ، كان معي في درجتي يوم القيامة». وقال (ص) : «حسين منّي وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسيناً». وقال (ص) : «مَن أحبّ أنْ ينظر إلى أحب أهل الأرض إلى أهل السماء ، فلينظر إلى الحسين (ع)». وكان (ص) يخطب على المنبر إذ خرج الحسين (ع) ، فوطئ في ثوبه فسقط فبكى ، فنزل النبي (ص) عن المنبر ، فضمّه إليه وقال : «قاتل الله الشيطان! إنّ الولد لفتنة. والذي نفسي بيده ، ما دريت أنني نزلت عن منبري». ومرّ (ص) من بيت فاطمة عليهاالسلام ، فسمع الحسين (ع) يبكي ، فقال : «ألم تعلمي أنّ بكاءه يؤذيني؟».
إذا كان بكاء الحسين (ع) ـ وهو طفل صغير ـ يؤذي النبي (ص) ، فما كان يجري على النبي (ص) لو نظر إلى ولده الحسين (ع) وهو ينادي : «هل من ذابّ يذبّ