المجلس الثّاني عشر بعد المئة
لمّا هاجر النّبي من مكّة إلى المدينة ، هو وصاحبه ومولى صاحبه عامر بن فهيرة ودليلهم عبد الله بن أريقط الليثي ، مرّوا على خيمة اُمّ معبد الخزاعية ، ثُمّ جاء زوجها أبو معبد ، فقالت له : مرّ بنا رجل مُبارك من حاله كذا وكذا. قال : صفيه لي يا اُمّ معبد. قالت : رأيت رجلاً طاهر الوضاءة (١) ، أبلج الوجه (٢) ، حسن الخلق ، لم تعبه ثُجله (٣) ولم تزر به صقله (٤) ، وسيماً (٥) قسيماً (٦) ، في عينيه دعج (٧) وفي أشفاره وطف (٨) وفي عُنقه صطع (٩) وفي صوته صحل (١٠) وفي لحيته كثاثة (١١) ، أزج (١٢) أقرن (١٣) ، أحور (١٤) أكحل (١٥) ، إذا
____________________
(١) ظاهر الحسن.
(٢) طلق الوجه.
(٣) الثُّلجة : بضم الثّاء عظم البطن.
(٤) لم تعبه دقّة ونحول.
(٥) حسن الوجه.
(٦) اُعطي كُلّ شيء منه قسمه من الحسن.
(٧) سواد مع سعة.
(٨) كثرة شعر أشفار العين.
(٩) طول.
(١٠) بحوحة.
(١١) كثرة الشّعر.
(١٢) دقيق الحاجبين : طويلهما.
(١٣) مقرون الحاجبين : متصل احدهما بالآخر.
(١٤) الحَوَر : اشتداد بياض العين ، وسواد سوادها.
(١٥) يعلو جفون عينيه سواد مثل الكحل.