المجلس السّابع
مما جاء في كرم الحسنَين عليهماالسلام ما ذكره البيهقي في كتاب المحاسن والمساوئ ، قال : ذكروا أنّ رجلين ؛ أحدهما من بني هاشم والآخر من بني اُميّة ، قال هذا : قومي أسمح. وقال هذا : قومي أسمح. قال : فسلْ أنت عشرة من قومك ، وأنا أسأل عشرة من قومي. فانطلق صاحب بني اُميّة ، فسأل فأعطاه كلّ واحد منهم عشرة آلاف درهم. وانطلق صاحب بني هاشم إلى الحسن بن علي عليهماالسلام فأمر له بمئة وخمسين ألف درهم ، ثمّ أتى الحسين (ع) فقال : «هل بدأت بأحد قبلي؟» قال : بدأت بالحسن ، قال : «ما كنتُ استطيع أنْ أزيد على سيّدي شيئاً». فأعطاه مئة وخمسين ألفاً من الدراهم ، فجاء صاحب بني اُميّة يحمل مئة ألف درهم من عشرة أنفس ، وجاء صاحب بني هاشم يحمل ثلاثمئة ألف درهم من نفسين ، فغضب صاحب بني اُميّة فردّها عليهم فقبلوها. وجاء صاحب بني هاشم فردّها عليهما فأبيا أنْ يقبلاها ، وقالا : «ما كنّا نبالي ، أخذتها أم ألقيتها في الطريق».
أقول : وفضائل الحسنَين عليهماالسلام لا تحصى بحدّ ولا تحصر بعدّ ، كيف؟ وهما ولدا رسول الله (ص) وسبطاه وريحانتاه من الدنيا ، وسيّدا شباب أهل الجنّة ، خير النّاس أباً واُمّاً وجدّاً وجدّةً وخالاً وخالةً وعمّاً وعمّةً ؛ أبوهما أمير المؤمنين سيّد الأوصياء (ع) ، واُمّهما فاطمة الزهراء بضعة الرسول وسيّدة النّساء عليهاالسلام ، وجدّهما رسول الله (ص) سيّد ولد آدم ، وجدّتهما خديجة بنت خويلد أمّ المؤمنين أول نساء هذه الاُمّة إسلاماً ، التي بذلت أموالها في إحياء الدين فقام الاسلام بمالها وسيف علي بن أبي طالب. وأخوالهما وخالاتهما أبناء رسول الله (ص) وبناته ، وعمّهما جعفر الطيّار في الجنّة ، مع ما لهما في أنفسهما من الفضائل. ألا قاتل الله عصبة قتلتهما وظلمتهما! حتّى قضى الحسن (ع) شهيداً بالسمّ ، وقضى الحسين (ع) شهيداً بالسيف غريباً ظامئاً ، وقُتلت أنصاره وأهل بيته ، وسُبيت