لوجهه وكُسِرَت رُباعيته : أي سنّه. وثبت معه علي (ع) يذبّ عنه ويُقاتل بين يديه ، وكان رجوع النّاس من هزيمتهم إلى النّبي (ص) بثبات علي ومقامه ، وتوجّه العتاب من الله تعالى إلى عامّتهم ؛ لهزيمتهم سوى علي (ع) ، وذلك قوله تعالى : (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمّا بِغَمّ لِكَيْلاَ تَحْزَنُوا عَلى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) وقوله تعالى : (إِنّ الّذِينَ تَوَلّوْا مِنكُمْ يَوْمَ التّقَى الْجَمْعَانِ إِنّمَا اسْتَزَلّهُمُ الشّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) قال ابن الأثير : فأبصر النّبي (ص) جماعة من المُشركين ، فقال لعلي : «احمل عليهم». فحمل عليهم وفرّقهم وقتل فيهم ، ثُمّ رأى جماعة اُخرى فقال له : «احمل عليهم». فحمل عليهم وفرّقهم وقتل فيهم. هذه هي المواساة ولا تقصر عنها مواساة أبي الفضل العبّاس (ع) يوم كربلاء لأخيه الحسين (ع) ، وكان صاحب لواء الحسين (ع) كما كان أميرالمؤمنين (ع) صاحب لواء رسول الله (ص) ، فخرج العبّاس يطلب الماء وحمل على القوم ، وهو يقول :
لا أرهب الموتَ إذا الموتُ رقى |
|
حتّى اُوارى في المصاليت لُقا |
نفسي لسبط المُصطفى الطّهر وقا |
|
إنّي أنا العبّاس أغدو بالسّقا |
ولا أخاف الشّر يوم المُلتقى
فضربه زيد بن ورقاء على يمينه فقطعها ، فأخذ السّيف بشماله فضربه حكيم بن الطُفيل على شماله فقطعها ، وضربه آخر بعمود من حديد فقتله ، فبكى الحسين (ع) لِقتله بُكاءً شديداً.
واذكر أبا الفضل هل تُنسى فضائلُهُ |
|
في كربلا حين جدّ الأمرُ والتبسا |
وآسى أخاه وفاداه بمُهجتِهِ |
|
وخاض في غمرات الموت مُنغمسا |