المجلس الثّاني والعشرون بعد المئة
لمّا كانت وقعة خيبر ، بعث رسول الله (ص) رجلاً من المهاجرين ، ثُمّ رجع منهزماً يؤنّب مَن معه ويؤنبونه. فلمّا كان الغد ، أعطاها رجلاً آخر ، فسار بها غير بعيد ثُمّ رجع يُجبّن أصحابه ويُجبنونه ، فغضب النّبي وقال : «لأعطينّ الرّاية غداً رجلاً يحبّ اللهَ ورسولَه ويُحبّه اللهُ ورسولُه ، كرّاراً غيرَ فرّارٍ يأخذها بحقّها ، لا يرجع حتّى يفتح الله على يديه». فتطاولت إليها الأعناق ، فلمّا أصبح قال : «ادعوا لي عليّاً». فجاء علي بن أبي طالب.
وقال ساُعطي الرّايةَ اليوم صارماً |
|
كميّاً محباً للرسول مواليا |
كميّاً محباً للرسول مواليا |
|
به يفتح الله الحصونَ الأوابيا |
به يفتح الله الحصونَ الأوابيا |
|
عليّاً وسمّاه الوزير المؤاخيا |
ثُمّ أعطاه الرّاية ، فخرج علي (ع) يُهرول بها هرولة حتّى ركزها في أصل الحصن ، فخرج إليه مرحب في عامّة اليهود ، وهو يرتجز ويقول :
قد علمت خيبرُ أنّي مرحبُ |
|
شاكي السّلاح بطلٌ مجرّبُ |
شاكي السّلاح بطلٌ مجرّبُ |
|
إذا الليوث أقبلت تلتهبُ |
فأجابه أمير المؤمنين (ع) يقول :
أنا الذي سمّتني اُمّي حيدرهْ |
|
كليثِ غاباتٍ شديدٍ قسورهْ |
على الأعادي مثلُ ريحٍ صرصرهْ |
|
أكيلكم بالسّيف كيل السّندرهْ |
أضرب بالسّيف رقاب الكفرهْ
فاختلفا ضربتين فضربه علي (ع) فخرّ صريعاً ، وانهزمت اليهود ودخلوا الحصن وأغلقوا الباب ، فجاء أمير المؤمنين (ع) فاجتذب الباب حتّى قلعه فألقاه إلى ورائه ، ثُمّ