سفيان ـ ليكون أخاه ، مُدّعياً أنّ أبا سفيان قد عاشر اُمّه سميّة ، وهي زوجة رجل آخر ، فأنجب زياداً منها.
وأغرب ما في هذه القصّة ، إنّ ادّعاء هذه الإخوّة تمّ في مجلس علني رسمي حتّى يتحقق الإدّعاء على رؤوس الأشهاد ، فلم يخجل منه زياد ، موازناً بين مغانم هذه الإخوّة وبين ازداراء النّاس له ، ففضّل اخوّة الخليفة على سلامة العرض. وزياد كان في أوّل أمره مع علي (ع).
ثُمّ على يدي زياد لاقى العلويّون القتل والصّلب والتّقطيع بعد أنْ عمل لمعاوية ، وكان بينه وبين البشر ثأراً قديماً.
وزياد هو صاحب قصّة حجر المشهورة التّي قتل فيها ستّة من المسلمين الشّرفاء ؛ لأنّهم رفضوا أنْ يسبّوا عليّاً (ع) أمام النّاس ، فهذا الإنتهازي الغريب الذي كان إلى جانب علي (ع) كان يدعو النّاس فيأمرهم بأنْ يسبّوا عليّاً (ع) حتّى إذا امتنعوا أوقع بهم أبشع أنواع العذاب.
وقصّة حجر وأصحابه أخذت من كتب التّاريخ الإسلامي صفحات كثيرة ، فكان يؤتى بالرّجل منهم بعد أنْ يُحفر قبره أمامه ليعدل عن موقفه ، فإذا أبى قُتل ودُفن في قبره المحفور.
والذي فعله زياد هذا يقصر عمّا فعله بعده ولده عُبيد الله بن زياد.
على أنّ هناك حادثة اُخرى تُثير التأمّل ، وتكشف عمّا يستطيع أنْ يفعله الطّموح إلى السّلطة بالإنسان وكرامته ، كما تستطيع أنْ تكشف عن أخلاقيّات معاوية ووجهة نظره إلى الحياة.
فهناك رجل اسمه عبد الله بن سلام كان والياً لمعاوية على العراق ، تزوّج من امرأة هي اُرينب بنت إسحاق ، وقيل : إنّها كانت أجمل امرأة في عصرها ، وإنّ يزيد بن معاوية رآها فأحبّها حتّى أمرضه الحبُّ ، وعرف معاوية بهذه القصّة وأنّ المرأة امتنعت على ولده ، ففكّر في أنْ يُطلّقها من زوجها ليزوّجها من يزيد.
فأرسل معاوية إلى عبد الله بن سلام فاستدعاه ، وعندما جاء قرّبه إليه ثُمّ فاتحه في أنْ يزوّجه من ابنته ، فما كان من الرّجل إلاّ أنْ طار فرحاً ، ولكنّ معاوية عاد فقال : إنّه لا ينبغي أنْ يجمع إلى زواجه من ابنته زوجة اُخرى. ولم يُفكر عبد الله بن