المجلس الرابع والأربعون بعد المئة
روى المسعودي في مروج الذهب ، بسنده عن المنذر بن الجارود قال : لمّا قدم علي (ع) البصرة خرجت أنظر إليه ، فورد موكب نحو ألف فارس يقدمهم فارس على فرس أشهب ، عليه قلنسوة وثياب بيض متقلّد سيفاً ومعه راية ، وإذا تيجان القوم الأغلب عليها البياض والصُّفرة ، مدجّجين في الحديد والسّلاح ، فقلت : مَن هذا؟ فقيل : أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله (ص) ، وهؤلاء الأنصار وغيرهم. ثمّ تلاهم فارس آخر عليه عمامة صفراء وثياب بيض ، متقلّد سيفاً متنكّب قوساً ، معه راية على فرس أشقر في نحو ألف فارس ، فقلت : مَن هذا؟ فقيل : هذا خُزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين. ثمّ مرّ بنا فارس آخر على فرس كميت ، معمّم بعمامة صفراء من تحتها قلنسوة بيضاء ، وعليه قباء أبيض مصقول ، متقلّد سيفاً متنكّب قوساً في نحو ألف فارس من النّاس ومعه راية ، فقلت : مَن هذا؟ فقيل لي : أبو قتادة بن ربعي الأنصاري. ثمّ مرّ بنا فارس آخر على فرس أشهب ، عليه ثياب بيض وعمامة سوداء قد سدلها بين يديه ومن خلفه ، شديد الأدمة ، عليه سكينة ووقار ، رافع صوته بقراءة القرآن ، متقلّد سيفاً متنكّب قوساً ، معه راية بيضاء في ألف من النّاس مختلفي التيجان ، حوله مشيخة وكهول وشباب كأنّ قد اُوقفوا للحساب ، أثر السّجود قد أثّر في جباههم ، فقلت : مَن هذا؟ فقيل : عمّار بن ياسر في عدّة من الصحابة ؛ من المهاجرين والأنصار وأبنائهم. ثمّ مرّ بنا فارس على فرس أشقر ، عليه ثياب بيض وقلنسوة بيضاء وعمامة صفراء ، متنكّب قوساً متقلّد سيفاً ، تخطّ رجلاه في الأرض في ألف من النّاس ، الغالب على تيجانهم الصُّفرة والبياض ، معه راية خضراء ، فقلت : مَن هذا؟ قيل : هذا قيس بن سعد بن عبادة في الأنصار وأبنائهم وغيرهم من قحطان. ثمّ مرّ بنا فارس على فرس أشهل ما رأينا أحسن منه ، عليه ثياب بيض وعمامة سوداء قد سدلها بين يديه بلواء